كم مانحٍ يهدي العطا في غيره
وهو الذي من ذي عطا محرومُ
كم منصفٍ أعطى العباد حقوقهم
وهو الذي يشكو الجفا مظلومُ
كم دارسٍ عرف الحياة جليةً
وهو الذي بين الدنا مشؤومُ
ولقد ترى يضفي الوجوه بشارةً
وهو الذي بين الورى مهمومُ
يهدى المراض دواءه من فهمه
متهالكٌ نحل القوى مكلومُ
وتراه في حق الأحبة محسنًا
وهو الذي في جمعهم مذمومُ
ويصانع الأحباب إذ يومٌ أتت
وهو الذي في شرِّها محكومُ
وعلى الوئام أتى ينادي قومه
وهو المشتت في اللقا معدومُ
وإلى المتاعب كم سعى في كلفةٍ
وبدى له من ذي برا محتومُ
ولكم أتى عند اليقين براءةً
يبقى دوامًا عندها متهومُ
يخفي ظواهر جرحه في جوفه
تلك الخوافي قالها محشومُ
إن الحوائج يرتجي في وصلها
وعلى الوصال لبعضنا مرسومُ
بعض الأنام على الأنام ثقيلةٌ
في بعضهم لبق الهوى مهضومُ
فإذا القلوب تجمعت في موطنٍ
سترى المفازة نالها المخمومُ