لا أقبل أن أُطوى في الظلمة
دون مواجهة
كيف سأسقط ليلاً
ويفوت المشهد
أرغبها
رؤية هاويتي بوضوح
بنهار مكتظ
بالطير وبالوحش وبالناس
وبالأنواء وبالشمس
وبالشعر وبالشعراء
وبالأنهار وبالغابات
وبالسفن المقطوعة من جسدي
بأغانٍ شربت نصفي
بخسارات العشاق الحتمية
بالأزهار
وبالنص المتكثف فوقي
بكمان عادي جداً
وبسيط جداً
مَوْسَقَ هذا البحر
ورقَّص روحي
يتغمدني الضوء فأصحو
بغداد تُكسِّرني
وتشكلني
فجراً
شطاً
سعفاً
أروقةً
ألواناً
أصواتاً تتوالد في رَوْعي
برلين تُكسِّرني
وتحررنني نصاً أفقياً بنتوءات
بعد الطوفان
يحاصرها برد
تتدفأ برلين بأصوات الشعراء
بأعوادي
بالكيتار الناري
بمن راحوا
وبكف لوّح للأمل المرجأ
فوق جدار يقسمني
لن أسقط ليلاً
لن تسقط ليلاً
الريح ستحملنا
لنجسّ الأعمدة المنكوءة
آثار شظايا أعرفها
جسدي يتكرر
لاحقني الفولاذ هنا
قالت
ترجم دمك المتورط في الشعر
سنقرأ ما تكتب
من يكتبني؟
برلين
الحنطة تنمو في جلدي
الصيف على الأبواب
فمن يحصدها
من سيذرّيني في الريح
لأنجو كحصان بري
أتحرى عاصفة تضرب حقل القطن
تمدّ خيوطي
تسفك ضوئي
امرأة من زمن الأنقاض تجيء
تعب سكارتها
قهوتها
الجاروف
الفأس
وطابور الشغل اليومي
الثؤلل
آثام الحرب
الصدأ الراسب في مهجتها
وأجيء هنا أيضاً
تحت ركام الوجه الآخر للعالم
أغنية وأدوها
أسعل نصّاً مهروساً
فارس مطر