لا تجزعي/بقلم:حمدي الطحان (مصر)

لا تَجْزَعِي إِنْ جَرَعْتِ الهَمَّ والنَّصَبَا
فالنَّارُ طَارِدَةٌ مـَا قد عَلَا الذَّهَبَا

و المَوْجُ يُلْقِي بِغَثٍّ خَفَّ أو زَبَدٍ
والدُّرُّ بَاقٍ بِعُمْقِ البَحْرِ ، مَا ذَهَبَا

قد تَحْجُبُ النُّورَ ظلْمَاءٌ لِغَفْوَتِهِ
أَمَّا إِذَا مَا صَحَا يَعْدُو الدُّجَىٰ هَرَبَا

لِلهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ حِكْمَةٌ عَظُمَتْ
قد يَعْجَزُ العَقْلُ عن إِدْرَاكِهَا حِقَبَا

مَا أَرْوَعَ الكَرْب تُبْكِي القَلْبَ وَطْأَتُهُ
إِنْ يَسْتَبِحْ زَيْفَنَا أو يَخْرِقِ الحُجُبَا

لَا تَحْزَنِي فَالنَّهَارُ العَذْبُ مِنْ أَمَدٍ
أَصْغَىٰ إِلَىٰ أُمْنِيَاتِ القَلْبِ واقْتَرَبَا

مُرِّي إلَىٰ الكَوْثَرِ المَوْعُودِ واغْتَرِفِي
لَا تَسْأَمِي مِنْ صَفَاءٍ يُسْكِرُ الشُّهُبَا

غِيبِي عَنِ الوَهْمِ والإِحْبَاطِ وابْتَعِدِي
هَيَّا إلَىٰ جَنَّةٍ نَنسَىٰ بِهَا النَّصَبَا

فِي قُرْبِ رَبِّي يَفِيضُ النُّورُ فِي أُفُقِي
أَسْمُو وأَعْلُو ، كَأَنِّي أَبْلُغُ السَّبَبَا

تَنْزاح عنِّي سُدُولُ الزَّيفِ قاطبةً
أَغدو نَقِيًّا وقلبي يَنتشِي طَرَبا

يَصْفُو كيَانِي ، وأَرْنُو لِلْعُلَا أَلِقًا
أَنْسَابُ طُهْرًا وأَنْسَىٰ اللَّغْوَ والصَّخَبَا

لا خَوفَ يَلْحَق بي – لا همَّ يَقربني
ما أَجودَ الخالقَ الرَّحمنَ إذْ وَهَبَا

يُحصِي ابنُ آدمَ ما أعطاهُ مُفْتَخِرًا
أمَّا العَلِيُّ إذا يُعطِي فَما حَسَبَا

فإنَّ ربَّكَ لا حَدًّا لأنعمِهِ
كلُّ الخلائقِ تأتي بابَهُ رَغَبَا

لا يَحجب الرِّزْقَ عن عاصٍ لمعصية
أو يَمنع الكافرَ الظَّلَّامَ ما كَسَبَا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!