“مَاذَا عَلَى المَوتِ لَو أَبقَاكَ لِي أَبَدَا
فَالعَيشُ بَعدَكَ يَا خَيرَ الرِّفَاقِ سُدَى”
**
تَبكِي الحُدَيدَةُ جَهرًا ذَا الرّحِيلَ فَكَم
دَمعًا سَتَذرِفُ قُل لِي حَارَةُ الشُهَدَا
**
الوَقتُ يَمضِي بِنَا الأَيَّامُ مُسرِعَةٌ
نَحوَ النِّهَايَاتِ لَا تَأْسَى لِمَن فُقِدَا
**
كُرّاسَةُ الرّسمِ وَالطُّبشُورُ فِي قَلَقٍ
مِمَّا اعتَرَانِي لِأَنِّي بِتُّ مُعتَقِدَا
**
يَومًا سَنَفنَى وَلَن يَبقَى لَنَا أَثَرٌ
مَا ثَمَّ إِلّا أَحَادِيثٌ تَفُوحُ نَدَى
**
هَل مَاتَ حَتمًا هِشَامُ الفَذِّ تَسأَلُنِي
عَنهُ الزّوَايَا وَوَجهُ الصُّبحِ حِينَ بَدَا
**
هَل مَاتَ حَتمًا هِشَامٌ كَيفَ خَلَّفَنِي
وَحدِي أُكَابِدُ جَمرَ الشّوقِ مُتَّقِدَا
**
مَاذَا أُجِيبُ وَقَد قَلَّت هُنَا حِيَلِي
وَغُصَّةُ الفَقدِ تُدمِي القَلبَ وَالكَبِدَا
**
مَاذَا أُجِيبُ سِهَامٌ…. مَا أَقُولُ لَهَا
عَمّن لَهَا كانَ مِن دُونِ الوَرَى سَنَدَا
**
هَل مَاتَ حَتمًا رَفِيقُ الدَّربِ وَا أَسَفِي
أُسَائِلُ النَّفسَ إِيهٍ فَاصطَبِر رَشَدَا
**
لا تَجرَحِ الوَردَ فِي رَيعَانِ نَشوَتِهِ
قَد يَذبُلُ الوَردُ يَا قَلبِي هُنَا كَمَدَا
**
الرّوحُ فِينَا دَوَامًا مِنكَ حَاضِرَةٌ
وَأَطهَرُ الجِسمِ ذَا تَحتِ الثّرَى رَقَدَا
**
