لا أحد يشغله أمري
أَبَدِيٌّ هذا الصمتُ الذي يُغَلِّفُ وُجودي
كاللّيلِ يَمتَدُّ… بَل كَالفَراغ
وَحدَها الريحُ تُداعِبُ وَعيي وحِسّي في الجوِّ الموحِش
مُنتَصِرَةً بِحَرَكَتِهاعلى كُلِّ شَيءٍ أعلَنَ صَمْتًا
على النُّجومِ المُنطَفِئَة
على الأفقِ العاري
على اللّيلِ المُتَوَحِّد…
وحدَها الريحُ قادِرَةٌ على أَن تَقودَني إلى ثُقبٍ ما
أَمضي إِليهِ لأصرُخ في الفَراغ:
هَل مِن رائِحَةٍ تَأتي… توقظ حسًا ما؟
لا صَوتَ للرائِحَةِ!
تَختَفي اللّحظَةُ عَن عَيني المُغمَضَةِ بالغَضَب
يَضطَرِبُ جِلدي…
تَستَجيبُ لَهُ أفكاري بِطَواعِيَةٍ شاذَّة
ما الذي يُفيدُني الآن؟
أَبكي؟
أَهذي؟
أَضحَك؟
أرقُص؟
وَحدَهُ التيهُ يَتَعَملَقُ في الفَراغ
على مساحَةِ عَتمَةٍ تَنتَشِرُ حيرَتي
أيُّها السّكونُ الفاجِعُ!
وَحدَكَ تَتَراءى لي..
وعليَّ بِكُلِّ ضُمورٍ صارَني أَن أَستَقبِلَك
بارِدٌ أنتَ كَظَلامٍ راعِشٍ
تَحتَ جلدِهِ تَعتَكِفُ الخَطيئَة
كَفّي تَلَّوِّحُ في خَواء
الريحُ قادَتني إِلى مَلامِحي العَنيدَةِ مَدَّ الصّمت
وَحَدَّ البَسمَةِ المحتَرِقَةِ حُبًّا
بِروحِ الحَقِّ الصارِخِ فينا
حَدَّ المَوت