لا لستَ ليْ!!!
كلُّ الذي قد كانَ حين لقائِنا
قطعٌ من الإعجابِ
قد رسمت طريقا والتوتْ مِن دونِ عودةِ تائبٍ
فتكسّرَت ببحوِرنا أشعارُنا آلت فُتاتْ…
كُنّا صغارًا في الطُّموح بوقتِها
أتأنّبُ الجهلَ الذي استَولى على أفكارِنا؟
يا سيِّدي من بعدِ عُمرٍ من هَباءِ لقائِنا
ماذا جَرى؟!
لا شيءَ لا
وكأنّني لم ألتيقكَ بِدُنيَتي
أتعاتبُ الأوهامَ؟!
لا يا سيّدي
قم وانتفضْ
كنْ ما اشتهيتَ وغطّنيِ برياضِ زهرِ وعودِنا
لا شيء يعنيني أنا
لا أذكرُ الأيّامَ لا، لا أذكركْ
كنّا عددنا مرّةً أسرابَ طيرِ حقولِنا!
كنّا تركنا زهرةً منسيّةً بكتابِنا!
ماذا وعدتُك حينَها أن نَحتفي والذِّكريات؟!!!…
يا سيّدي كُن ما اشتهيتَ فلن تعودَ وِسادَتي
أو طرحةً لعروسِ يوم حافلٍ أو يُرتجى
كنتَ اعتقدتَ للحظةٍ أني أسيرةُ كافرٍ بمشاعري؟!
ماذا تريدُ لبرهةٍ أخرى أيا لا شيءَ ليْ؟!
أوراقُنا وتمزّقتْ
أحلامُنا وتبعثَرتْ
أقدارُنا وتفرّقَت
أحلامُنا في البعدِ ها وتحقّقتْ
باللهِ قلْ هل كنتَ إلّا لحظةً من غفلةٍ أو مِن سُباتْ؟!…
لن أشتهي عمرًا تعدّى حدّ جرحي وانكوى
لن ارتوي من بعضِ شوقٍ ظامئٍ هوَ ما ارتَوى
كُنّا بماضينا كما كان النَّدى رطبًا على طرفِ النباتْ…
أنت الذي أضنيتَني أنت الذي
أنت الذي ضيّعتَني أنت الذي
ولأنّها كم تسقطُ الأوراقُ فيك
سأمتَطي درب الهجير ومقصدي بدءُ الحياةْ…
لا لستَ لي
بإرادتي شيّعتُ قافلةً من الأحزانِ والآهاتِ إذ ودّعتُكَ…
كنْ أنتَ مَجدا كُن نُجومًا كن بَريقًا كُنْ سَنا
لا شيءَ يَعنيني أنا
تتغيَّرُ الأحوالُ من نارٍ إلى نورٍ
أيا مَن قُدتَ دهرًا في ميادينِ القنا
إرحل إلى وسع المدى
هذي الدروب مشرَّعٌ هو بابُها
عاوِد إلى درب الشَتاتْ…