مازِلتُ أخطو نحو حُلمي خائِفاً
أن ألتقيهِ وَقد تبدَّل حاليْ
أن يَنثني جَسدي إليهِ مُعانقاً
مِن بَعد أن جُرِّدتُ عَن آماليْ
خَوفي إذا ما الحُلمُ قابلني غداً
فبدا لهُ عِند اللقاءِ خياليْ
وأتى يقصُّ عليهِ كيفَ اجتَازَني
أم كيفَ لا شيىٌ سِواه بَقَى لِيْ
يا حُلمُ حَسبُك لو عِلمتَ حِكايتي
لجثوتَ تَبكي هَاهُنا أَطلاَليْ
كم سِرتُ نحوكْ استحِثُّ مشاتِلي
والْجدْبُ يلفحُ تُربتي وسِلاليْ
أندى نباتُك بَعد نَتفِ برَاعِمي
وأشتدَّ عُودكَ مِن روى اضمِحلالِيْ
يكفيكَ أنَّكَ َقد ولجتَ إِلى الدُنا
وأنا قد استكفيّتُ عَن ترحاليْ
ياحلمُ عُذراً قد فقدتُ بشاشتي
إني الحزينُ بِغُربتي وِوصاليْ
قد نالتِ الدُنيا جمَيعَ مآرِبي
أحسو المرارَ وإن رَشفتُ مناليْ
أذويتُ في سِككِ العناءِ مُجندَلاً
يا حلمُ لن تُجدِي على استكمَاليْ
انا قِطعةُ الأملِ التي أخنى بِها
مَكرُ الأحِبّةِ ساعةَ الغِربالِ
وطني تَنمَّرَ كُلَّمَا استنجَدّتُهُ
أملاً، أدار رَحَاهُ غيرَ مُبالِ
ماذا عساكَ وجَدتَ بي يا حُلمُ كَي
تأتي إليَّ وَقد قَضَيتُ وبَالي؟
باللِه قُل لي مَن غَواكَ فَجِئتنيْ
إنْ كُنتَ لْي حقَّاً أجِبْ لِسؤاليْ!
أوْ لَمْ تَكُن فَرحَل كَمَا قَد جِئتني
وابحث بعيداً لا تَطِئْ أوحاليِ
دَعني هُنا ما عُدتُ انشُدُ زائراً
إنِّيْ لَأرمُقُ في الزوالِ زواليْ
في جُعبتي بعضُ التفاصيلِ التي
أسَفاً قَدِ امتَنعَتْ عَنِ الإِسدالِ
سأظلُ أحمِلهُا مَعي وأدُسُّها
في جَوفِ صَدرٍ مُتّخمِ الأنصالِ
بطَلاً حييتُ وكَمْ أسِفتُ لِأنني
في حِقبَةٍ تلهو عَنِ الأبطالِ