يكفي من الشوق يا أيام ما فينا
فقد تعبنا وما فينا يكفِّينا
غاب الأحبة ما ضجت مشاعرهم
يوما علينا ولا أعطت عناوينا
لم تدرك البئر مذ رحلت قوافلهم
أن المسافة تطويهم وتطوينا
وأن ريح الهوى من بعد فرقتهم
عادت بكل جنون النار تكوينا
والماء لا ينقذُ الغرقى إذا ظمئوا
حتى وإن حملوا فيه الفناجينا
مازلت أكتب شعرا بعد أن رحلوا
ومنه أزرع في جنبيَّ يقطينا
وقد توقفت حتى لا أدوس على
قلبي وأغرز في شقيه سكينا
كم غالطتنا حروف الجر وانكسرت
بنا اللغات فما عادت تواسينا
وكل أبياتنا في الشعر عالقة
في قشة الحب كي ننسى مآسينا
نسوا بأنا على الصحراء نتبعهم
وأن لا شيء غير الرمل يحوينا
حتى غرقنا وفي أحلامنا قِصصٌ
فيها من الحزن ما يدمي مآقينا
وقد رجعنا على أعقابنا وبنا
من شدة الشوق ما أبكى قوافينا
وما حفظنا سوى الأحزان في وطن
فيه نسينا على الذكرى أسامينا