بآهٍ علـى شوقٍ يتوق المتيمُ
فيابدريَ الوَهَّاج ليتك تعلمُ
فقد نَزَحَت عني مـن البين فرحةٌ
هو الموت من فرقى المحبين أرحمُ
ذبلنا بوادٍ غير ذي زرع فرقةً
و أرواحنا عطشى فهل ثم زمزمُ
فؤادي لهـم يشتاق ، و العين ترعةٌ
و روحي من الآهات تُسقَى و تُطعَمُ
عليهم سلام الروح ما أَنَّ عاشقٌ
و ما شعشعت – تتلو حكاياه – أنجمُ
ومااحتضن الصبح البهيُ شموسَنا
وما عانق الزهرَ الندى فاهُ يلثمُ
أَ أَقتات مُـر البعد ، أُسقى من النوى
أسير الهوى بانت مـن الجلد أعظُمُ
ويأبى فؤادي النبض إلا بحبهـم
شغوفٌ بهم راضٍ مـن الوجد مغرمُ
أيا روحـي المضنى حناياك قصةٌ
فؤادٌ طوى بعداً ، و صبٌّ متيمُ
حبيبٌ توارى في ثيابٍ من النوى
و روح محبٍ في أسى البعد يُظلَمُ
فهلا بوصلٍ يشفيَ الدهر مهجتي
فشهد الذي أهواه طبٌّ و بلسمُ
تراءت بوادي الشوق للعين ظبيةٌ
أشارت بكف النور حيرى تسلمُ
رددتُ عليها باقتضابٍ تحيةً
غضوضٌ لطرفٍ عن هوى الغيد محجمُ
فقالت : سلامٌ ماكَوَىٰ الشوق مهجةً
و ما هدهد الأرواح بعداً يحطمُ
أتيتني أطيافاً و آتيك نسمةً
تطوف على شوقٍ حواليك تحرمُ
فقلت: و أيم الله ما هبت الصبا
وما لاح نجمٌ في سما الكون يبسمُ
إلا و ريحك روحاً يسري مع دمي
فأحيا بهِ حباً يُعَــــزُّ و يُكــــرَمُ
و صنته في قلبي ضياءً وبسمةً
فهيهات زرع القلب يفنى و يهرمُ
فقالت بوجدٍ و الثنايا مشعــةٌ
ببسمة نورٍ من سنا البرق تُقسَمُ
أعد لي حياةً بالوصال فإن في
بعادك موتاً بل أرى البُعد أعظمُ
فذبنا غراماً بين حضنٍ و قبلةٍ
و عادت لنا الأرواح تسري و تنعمُ
ألا أيها البون الذي كان هَدَّنا
ويا نار شوقٍ في حنايانا تُضرَمُ
رميناكُمُ في الجُب من دون رجعةٍ
أزلنا جدار الآه بالوصل نهدمُ
نسينا الذي قد كان هجراً ولوعةً
وأروى فؤاد الصَبِّ شهدٌ و مبسمُ