ليلَتي طالتْ على جَمْرِ النَوى
ليتَكَ الآنَ مَعي يامُـؤنسي
غابَ نَجـمُ الليلِ والقلبُ اكتَوى
فأضاءَتْ نارُ شَوقٍ مَجْلسي
ليلَةُ العيدِ يُحَلّيها اللِّقا
فَتعالَ اليومَ فيها نَسْهَرُ
وَسَيَغدو الليلُ فينا مُشْرِقا
فأنا الشَمسُ وأنتَ القَمَرُ
بينَ قَلبينا اشتياقٌ نَطَقا
وَدَعانا في الهَوى ننْصَهِرُ
نحنُ في الحُبِّ على حَـدٍّ سَوا
هالَةَ النُورِ كلانا نَكتَسي
ذابتِ الرُوحُ وَقلبي قد ذَوى
فأعِدْها ياحَياةَ الأنفُسِ
لكَ زَهْـرُ الرَوضِ غَنّى وانحنى
يامَلاكي ياحَياتي يا أنا
ليتَني ألقاكَ ياكُلَّ المُنى
ليزولَ الوَجْـدُ منّي وَالعَنا
لو خَيالٌ منكَ ياعُمري دَنا
يملأُ الرُوحَ سُروراً وَسَنا
ذَ هَبَ الليلُ كَصَبري وانطَوى
دُونَ طَيفٍ قادمٍ في الغَلَسِ
وَعلى فَقْدِكَ والبُعْـدِ انزَوى
غُصْنُ عُمْـري شاكياً من يَبَسِ
مالقَلبي كُلّما ناحَ الحَمامْ
أوقَدَ الشوقَ بمِحْراب الضُلوعْ
كيفَ بَدرُ الليلِ يَخْفيهِ الغَمامْ
عنْ عُيوني وَهْيَ غَرقى بالدُموعْ
يالَرُوحي من تَباريح السِقامْ
قد أُذيبَتْ في النَوى ذَوبَ الشُموعْ
قربيَ الماءُ وقَلبي ماارتوى
فَبَكتْ حالي عُيونُ النَرجسِ
كَمُريدِ الشَمسِ مانالَ سوى
في المَرايا ضَوءَها المُنعَكِسِ
لكَ قلبي طارَ من بينِ الحَشا
حينَ جالَ الشوقُ بينَ الأضلُعِ
فانتَهى عندَكَ والنبضُ انتَشى
فَسرُوري إنْ تَكُنْ أنتَ مَعي
كمْ كَتَمتُ العشقَ لكنْ قد وَشى
جَفنُ عَيني بمَسيلِ الأدْمُعِ
وأنا أزجُرُ قلباً ماارعَوى
صَهلَ الشوقُ بهِ كالفَرَسِ
كُلّما أشكو تباريحَ الجَوى
قالَ لي تَفديكِ رُوحي احتَرسي
أَسَرَتْ عيناكَ قلبي إنّما
أنتَ أحلى دَهشَـةٍ يا آسري
بِجَناحِ الحُبِّ طِرْنا للسَما
نُذهِلُ الشَمسَ بعشقٍ ساحرِ
نَسْبقُ الخَطْوَ وَنَمْضي قُدُما
نَحوَ سـرٍّ مُدْهشٍ في خاطري
لّفَّ خَيطُ النُورِِ حَولي والتَوى
وَرَماني برياضِ السُندُسِ
وَملاكُ النُورِ للنَجْـمِ رَوى
صَفْوَ عشقٍ طاهرٍ من دَنَسِ
أجملُ الأيّامِ مَرّتْ وانقَضَتْ
ليتَ عَهْـدَ الوصلِ فينا وَقَفا
ذكرياتٌ كلّما قد أومَضَتْ
زِدْتُ من نارِ اشتياقي لَهَفا
فالليالي ياحبيبي إنْ مَضَتْ
تسرُقُ العُمْـرَ فَنُبدي الأسَفا
خُذْ فُؤادي كي ترى ماقد حوى
من غَرامٍ فاقَ حَـدَّ الهَوَسِ
واسمُكَ الحُلْوُ يُغنّيهِ الهَوى
بشَهيقي وَارتدادِ النَفَسِ