تمــرُّ بِنَا ليـالي الشِّعــرِ ضَبْحَــا
وتعْصفُــنا رياحُ الحلمِ صُبْحَــا
وترسمُــنا الأمــاني فـوقَ ماءٍ
بهِ عَــذْبُ الحَيَاةِ يصِيرُ ملْحَـا
ونَلْهَــثُ في سَرَابِ العُمْرِ زُرْقًا
فَنحْصــدُ حظَّنا بالأسِّ طرْحَـا
لنا مــوتٌ وحِــيْــدٌ يا حَـيَاةً…
لِمَــاذَا يَرْحَـلُ الإنْسَــانُ ذبْحَـا؟
لِمَاذَا نَدْخـلُ المُــوتَ اغْتَــرَابًا
فَنتْركُ خلْفَــنا هَــمًّا وجــرْحَـا؟
لِمَـاذَا…؟ والسّؤالُ بلا جَـوَابٍ
يُسَــافــرُ نَحْـوَنا ذمًّـا وقبْحَــا
ثقُـوبُ الأمْـسِ تسْكــننا جزَافًا
فَتكْبــحُ أمْنياتِ اليـوم كَـبْحَــا
وتَجْذَبُ ومْضَةَ التَّاريخِ قَسْرًا
ليَمْضِي خلْفَها الإنْسَـانُ ردْحَــا
مــلأْنَا سَلَّــةَ الإهْمــالِ جُــرْمًـا
هُزمْنَا دون نيْلِ الحَــقِّ كَــدْحَا
صُــدَاعٌ، ضَجَّــةٌ، فوضَى، حروبٌ
وطفْلٌ في ضلوعِي ضَاقَ صَدْحَا
رَصَاصُ المُـوتِ تمْطــرُنا نبَـالًا
وتغْرسُ في جَبِينِ النّورِ رمْحَا
وَخَلْــفَ جرَاحِنا تَعْــوي ذَئابٌ
ولمْ نسْمــعْ لكلْـبِ الدَّارِ نَبْحْــا
لإنَّا والشّعُــورُ بـلَا مَسَـاءٍ
تعانقُ فَجْـرَنا الأحْـدَاثُ فَتْحَـا
هنا جَثَمَ المكــانُ على اتْسَاعٍ
منِ الثأرِ القــديمِ فضَـاقَ ترْحَا
هـنا ما بيــن تيَّارِيْنِ تمْضِــي
بـلَادٌ تلفــظُ الإنْسَـــانَ نطْحَــا
بلادٌ فـوقَ ظــلِّ الخـوف تجْثو،
لِذَا صرْنَا نَرَى في المُـوتَ ربْحَـا
تفصّلُ للغــريبِ البحْــرَ رهوًا
وتنْفـثُ في جراحِ الشَّعبِ ملْحَا
وتعزفُ عنوةً عن كــلِّ طــيفٍ
لتغرق في ســوادِ الدَّهرِ طفحَا
لبسْناهــا بــلاداً مــن جلــيــدٍ
فأسْقتْــنَا كؤوسَ الصِّيــفِ قرْحَا
حَجَمْـنَا دُونَهـا الإرْسَــالَ حيْنًا
عسى بعد العقـوقِ تبثُّ صلْـحَا
ولكــنَّا خُــذلْنَا واسْتقـــامــتْ
على أكْــتافــنا الأرْزاءُ نزْحَــا
وهذا الكــونُ مســودٌ.. ســلامٌ
على الأمواتِ ضاقَ الحيُّ رزْحَا
وإنْ شَكَتِ القصيدةُ بعْضَ ما بي
كثيرُ الحــالِ… لا يحـتاجُ شرْحَا
بلُكْــنةِ كــادحٍ للحـــرِّ فهْـمٌ
فلا تطلبْ لهــذا الأمرِ فصحــى
وقــلُ تعْسًا لمنْ خذلوا همـومي
وعاثوا في حقوقِ الشَّعبِ ذرْحَا
ســلامٌ يوم نأْتــي الله وفــدًا
ويحْشــرهمْ لهــا ورْدًا ورشْحَا