صباحك والإصباح تشدو بَلابِلُهْ
بروضٍ سقاهُ اللهُ فاخضَّرَّ ذَابِلُهْ
ففاح عبير الورد بالعطر شاذياً
ومالت مع الأنسامِ زَهواً سَنَابِلُهْ
تُناجي سحابَ اللهِ شوقاً لقطرها
فشنَّ عليها الغيث وانهلَّ وَابِلُهْ
ففاض فؤاد الصبِّ وجداً ولوعةً
وشنَّ غمامُ الشوق تهمي هواطِلُهْ
وقلب الفتى يحيا مع الغمِّ دائماً
إذا صبرهُ المَرجو ضاقت حبائِلُهْ
فإنَّ بلايا الوقت لا ترحم الورى
ومَن قَلّ منه الصبر؛ زادت مَشاكِلُهْ
هو الدهر بالإنسان يمضي مُسافراً
وتهدمُ أعمارَ البرايا مَعاوِلُهْ
ولا يدفع المكتوبَ جاهٌ ولا غنىً
فما قَدَّرَ الباري علينا نُقَابِلهْ
يكون الفتى يوماً بسعدٍ وفرحةٍ
وحيناً يلاقي الهمَّ جيشاً يُقاتِلُهْ
لعَمرُكَ إن المرءَ يسمو بفعلهِ
وتزداد بالخيراتِ طِيباً فضائِلُهْ
وإنَّ جميلَ الطبعِ بِيضٌ صفاتهُ
وإنَّ قبيحَ الطبع سودٌ شَمائِلُهْ
ومهما رأيت السيف حاداً وباتراً
فليس بذي جَدوى إذا ذَلَّ حَامِلُهْ
ومن يبنِ بالطغيانِ مُلكاً ودولةً
فلا بدَّ في يومٍ ستهوي مَعاقِلُهْ