من لقلبي حين تكتسيه المآسي؟
ومن لروحي وأجلي إليَّ آتي؟
لمن أبوح بكمدي وحزني وانكساري؟
من ذا الذي يخفف شوقي وعذابي؟
حزين بين جدراني أفتش عن أمل
أبكي وهل لبكائي وأنيني رجلٌ يَسَل؟
قديمٌ عظمي لكن روحي قد يئست
وقلبي احتضر منذ بلادي تألمت
وطني يستجير، يمنية تئن قد ثكلت
وابنائها تحت انقاض بيت قد تفجرت
آآه يا وطني لمَ عليك العوالم تكالبت؟
أَأَنت كابوسٌ تفزعهم أم أحقادهم تزايدت؟
وطني
لا تحزن، مالي أراك تبكي؟
أنت في قلبي وشراييني ودمي
وطني
دمي رخيص فداك وروحي كذا
وعظمي ولحمي كلٌ باقٍ لك فدا
وبسمتك مهما حلَّ ستعود غدًا
وارضك طاهر مهما الغازي اعتدى
وطني
دنياك وإن عزفت عنك فلن أزل
ستبقى نقش في دمي وقرة المقل
وطني
لن أميل ولن أحيد ما حييت
عهدًا سأكرره كلما في صبحي وعيت
وطني
لك الارواح والابدان والمقل
فكم من قد يُتّموا وكم من قد ثكلوا
يمني هذا لقبي وبه فخري
أزلي التاريخ فلتفخر يا وطني
لنا الإيمان قد نسبت والحكمة يمانية
وجلد الحبيب لامسه أكفان سحولية
فلا تحزن يا وطني