موعدٌ نائم /بقلم:أسامة الرضي (اليمن)

في زورقِ التيه بحري أدمنَ الغرقا
وشاردًا كان جفني
ضيع الحدقا

ليلٌ،
وثَمَّ مواعيدٌ مؤجلةٌ
على الشبابيك ولَهَى
لم تَجِدْ أفُقَا

صوتٌ شقيٌ على أبواب أسئلتي
كالطفل مَرَّ،
وولّى بعد أنْ طرقا

ملامحي قريةٌ مهجورةٌ
عُمُري شمعٌ يذوبُ
ودهري خَيْطُهُ احترقَا

لا خِضْرَ …
لا ماءَ …
لا موسى،
هنا شبحٌ
لكل سُفْني بلا كفين قد خَرَقَا

وليس إلا مساءاتٌ مكثفةٌ
ألقت عصاها على جفنيّ فانفلقا

“أصخرة أنا مالي”
لا أرى جهتي
إلا زماناً عليه المجد قد بصَقَ

يُسرّحُ الموجُ أفكاري بشاطِئه
والبحرُ…
-ما البحرُ؟
في عينيّ قد غَرِقَ

وجهي يفسر للمرآة صورتَه
وظِلُ ظِلّي بضوءٍ باهتٍ عَلِقَ

رسائلي في بريد الوقت مرهقةٌ
تريد جنحَي عُقَابٍ … ملتِ الورقا

في “بئر برهوت” أسمائي معلقةٌ
بكل رُكنٍ، تنادي جِنّها مِزَقا

 

تمضي بخارطة التأويل أخيلتي
على أنامل حدسي، تحضن الألقا

في حانةِ اللحنِ، والموالُ يسكبُ لي
حينا شُرُودًا ،
وحينًا يسكبُ القَلَقا

صُب الأسى ملء كأسي واسقني وجعي
وقلّلِ الدمعَ فيهِ،
أكثِرِ الأرَقا

يا صاحبي،
الحظُّ والإبداعُ قِيْلَ هُما
ضِدّانِ
ما اجتمعا إلّا ليفتَرِقا

والفن والمشتهى زوجان من وجع
تداخلا لوحةً في الجُرْحِ والتصقا

سُهيل قُدّ له ثقبٌ بنافذةٍ
للضوء؛
لكنّه سُرعانَ ما انغلقَ

ليلٌ،
وذاكرةٌ قالتْ لمن خدشوا
زجاجَها:
فلتسيروا أنتمُ الطُلَقا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!