( الى روح كل شهداء انتفاضة تشرين التي اعادت لنا كرامتنا )
يمشي على الماءِ حتى يُنقِذَ الغَرٌقى
يمشي على النارِ لا يخشى لها حَرْقا
يواجهُ الريحَ يلويها و يَهزِمُها
و يسحبُ الغيمَ نحو الجُدْبِ كي يُسقى
يواجهُ الموتَ لا خوفٌ يُهَدِّئُهُ
و لا المشانقُ حتى أدمَنَ الشَنْقا
يقولُ للارضِ اني واقفٌ فهنا
تَناسلَ الحرفُ أثمَرَ طينُها الخَلْقا
انا الشهيدُ الذي أحيا بِميتَتِهِ
جميعَ مَنْ حلَّقوا و اسْتشهدوا عِشْقا
انا كموسى عصا تشرينَ معجزتي
إنّي اُغيِّرُ وجْهَ الكونِ إذْ أُلقى
همُ انبياءٌ و لكنْ لا كتابَ لهمْ
و هُمْ شهودٌ بأنَّ قلوبَهمْ أتقى
وهُمْ طيورٌ و لكنْ دونَ اجنحةٍ
وهمْ سماءٌ تُظِلُّ الغَربَ و الشَرْقا
تواعَدوا دونَ أنْ يدْروا و إتَّفَقوا
أنْ يَحفَظوا العَهْدَ حتى أقسَموا صِدْقا
فاصبحوا صَرخةً قَدْ صُمَّ سامِعُها
و اصبحوا للناسِ كالعِروَةِ الوثقى
لمْ يَحسِبوا أبداً لمْ يهربوا ابداً
لمْ يَقلقوا ابداً أنْ يَفقدوا الرِزْقا
لمْ يشربوا ابداً مِنْ كأسِ قاتِلهِمْ
بلْ ارتووا دائماً مِنْ دِجلةََ الانقى
الثائرونَ على الطاغوتِ اعرفُهُمْ
رُغمَ الظلامِ ارى في وجهِهِمْ بَرْقا
همْ يضحكونَ على القَنّاصِ مختبيءٌ
وهم على الجسرِ صقرٌ يرصُدُ الحَمقى
في كلِّ عامٍ بهذا اليومِ إتّفَقوا
على المجيءِ على اكفانِهِمْ شَوْقا
همْ راحلونَ و يرحلُ قاتلٌ و انا
ادري و يدرونَ إنَّ عراقَنا يبقى