تَمضي كأنّكَ ما عرفتَ ودودا
وتعودُ وحدكَ لم تَعدْ مَسْنودا
قلبٌ يُنادي في الدُّجى أحبابَهُ
لكنْ يُجَيبُ الصَّمتُ فيهِ صُدودا
كم مرَّ في دربِ العطاءِ مُبادرًا
يمحو الأسى ويُبدِّدُ التَّقييدا
واليومَ إنْ نادى تَنَاءَتْ أنفسٌ
وتناسَتِ المعروفَ والمجهودا
يبكي الفؤاد إذا تذكَّرَ طيفَها
ويظلُّ يسألُ : هل تفيهِ عُهودا ؟
كم مرَّ في دربِ الحياةِ مُسامحًا
واليوم يمشي هائمًا مشرودَا
ما كان يرجو في العطاءِ مقابلاً
بل كانَ يُهدي صبرَهُ الموعودا
فاليومَ قد غابَ السَّنا عن دربِهم
قالوا : غروبُ الشمسِ كانَ وُعودا
هل ياترى شمسُ الوفاءِ إذا بدتْ
تبقيك في سِفْر الغيابِ جَحُودَا ؟
تُعطي وتنسى والعطاء عبادةٌ
ويمرُّ وقتُك للأنام وُرُودا
تبكي لأوجاعِ القريبِ ، وإنَّما
تنسى جراحكَ لا تزيد وقودا
تسقي القلوبَ تبسمًا وتلطفَا
وتنامُ بالقهر الدفين عقودا
تمضي فتُشبهُ بالعطاءِ شموسها
تُخفِي الشُعاعَ لكي تُضيءَ وُجُودا
كم قد غفلتَ عن الهموم وناسيًا
لجراح قلبك لم تدعها قيودَا
لكنَّ صمتَ النبلِ فيكَ عبادةٌ
والطيّب أضحى في سماك رعُودا
فامضِ ، فإنك نادرٌ متفرِّدٌ
تحيا الفضائل في السمو سجودَا
تُخفِي احتراقَك عن عيونِ أحبةٍ
كي لا ترى في من تحب صدودَا
ما كنتَ إلّا كالغمامِ تمرُّ في
صمتٍ ،وتسقي من يراكَ شهودا
فإذا التفتَّ ، ترى الوجوهَ كثيرةً
لكنّ قلبَكَ لا يرى المقصودا
فامضِ بدرب الطيبِ،لا تركن إلى
من باع قلبكَ أو تَناسَى عهُودا
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية