أرى بأنّي على مِنوالها أُغري ..
مُكحَّلُ السَمْتِ
مَجبولٌ على سِحري
حتى كأنَّ الفَراشاتِ التي تَبِعتْ
أنسامَنا بافتتانٍ حازَها عِطري
أرى العَصافيرَ غَنّتْ : ها هُنا ..وهُنا ..
أنفاسهُ الخُضرُ ..
قلبٌ يانعُ الطُهرِ
أرى انعكاسيَ فَوقَ المَاءِ لالأةً
ولا أرى غيرَ هذا الضَوء مِن فِكري
يَشتاقُ لي الصوتُ ..
يَزهو حينَ يَسكُنني
قيثارةٌ مِن رئاتِ الوردِ في نَهري
يَشتاقُني مِن نَدايَ الزَهرُ ..
أُفهِمُهُ ..
مَعنى الرَحيقِ ..
فيَسقي نَحلَهُ خَمري
مُفوّهُ القَلبِ..
مَسموعُ الحَنينِ ..
ولي ..
مِن مَنطقِ الحُبِّ ما أُشَجي بِهِ دَهري
عينايَ نافذتا وَردٍ ..
يُرى عَبقًا
ما يُرسِلُ الهَدَبُ الفَواحُ في سَطري
.عينايَ بئرا شُجونٍ
واحتي نَظَري
والزقزقاتُ تَناهيدي على ثَغري
أُغازلُ الريحَ ..
بالنَّخلِ / الشُعورِ
أنا
عِذقٌ يُراقِصُ في تحنانهِ تَمري
رَهافةُ الحِسِّ
دِلتا العِشقِ ..
مُترَعةٌ
بالأمنياتِ
وخصبُ الحُبِّ ..
في بَذري
وغَيمةُ الرُّوحِ ..
تَروي كُلَّ جَارحةٍ
مِنَ النُفوسِ
لأنّي ماؤها العُذري
مازلتُ أَزعمُ أنّي رَغمَ رَونقِها
الخَلابِ حَقًّا ..
بَهيّ الطَلعةِ / الشِعرِ
وأنّني أمّةُ الآمالِ تُقلِقُها ..
تِلكَ الكَرامات ..
حتى ارتبتُ في فَجري
أجابهُ الكُونَ ..
بالقلبِ البَريءِ
أنا
زُجاجةٌ كَنزُها المَخبوءُ في بَحري
صَمتي سِلاحي ..
جُندي بَسمةٌ وأنا أبكي !
وسِرّيَ أنْ لا شَيءَ في سِرّي
بي مِن تَجوهرِ صَمتي هَيبةٌ ولهُ
مِن لؤلؤِ الحُزنِ إبهارٌ على مُرّي
وبى فَخامةُ رُوحٍ عَزَّ طالِبُها
تَنوءُ باليَمنِ المَحمولِ في صَدري
مُتوّجُ الطَّعنِ ..
مَغروسُ الخِصالِ ..
دَمٌ ..
يَسيلُ بالوَطنِ المُسفوكِ من قَهري
أُعبِّدُ الطُرقات البيض / أضرحتي
لأعبرَ الموتَ مُرتاحًا إلى عُمري
كأنّني سَبئيٌّ نامَ في قَلقِ الأزمانِ
ثم استفاقَ اليومَ في كَسري
لي هُدهُدي
ولي الصَرحُ المُمرّدِ مِن فِنجانِ قَهوتنا
لي نشوةُ الحِبرِ
لي عَرشُ بلقيسَ ..
رَدَّ الطَرفُ أخيلتي الولهى
فجاءتْ بعَرشِ المُقلةِ الخُضرِ
يكفي بأنَّي على مِنوالِ رِقَّتها ..
أَرقُّ مِن قُبلةِ السِكينِ في نَحري !
