عبثـــاً أسطـــِّرُ بالحنيـــن دفاتــري
مهما تغنَّــتْ بالحــروف مشاعـري
عبثاً وفــوضى الارتباك تلـوحُ بي
وخـريفُ خوفي واضحٌ بمحاجري
تتساقط النظـــرات حبـلى بالأسى
لتقصَّ في أثــــر السقوطِ مآثــري
صفـراءُ منهكةُ المشاهـدِ والرؤى
سوداءُ من حظي التعيس العاثــر
في رحلةِ المعنى وبـوحِ رسالتي
صورٌ تسحُّ على شرود محابري
حتى قضمتُ من القصيـدة لحمها
وملأتُ من عظم الحروف مقابري
وسَّـــدتُها لحْدَ السطـــور مرتـــلاً
لحـــن الخلـــود بنفخةٍ من ثائــــر
وجبــلتُها بأنيــــن مــائي -كلمــــا
أمطـــرتُ عشقاً – رملَها المتناثــر
صاحـــتْ تــردد تحــت طينٍ بلَّها
هـــذا النشور وبعثتي وبشائــري
شقّتْ تراب قبــورها واستنهضتْ
حلم البراعــم في النشور العاقــــر
وعجِلتُ أقطفها سمانـــاً حمِّلَـــتْ
فــرح السنابل وابتسامــة عابـــر
وعزفتُها لحـــنَ الرجــوعَ فرتلَّتْ
آلاء حـــرفٍ في صحيفةِ شاعــر
ونفخت فيها الروح حتى أنطقتْ
صبـــرَ القبور وصمتِـها المتآمر
فنَمتْ تصلي في العيون وعطرُها
شدَّ الخشوعَ من الأديــم الطاهـــر
وتقلَّب المحـــرابُ وســـطَ ذهوله
يحني الأنين وصوتَهُ المتواتـــر
من سجدتين على السطورِ عتقتها
وبلغت وجدي في الحنين الآســر