الفجرُ يا عيني أمامي كسيحْ
والليلُ لا آسٍ ولا مُستريحْ
والناسُ لا ناموا ولا استيقظوا
ياغُربتي رغم الهجا والمديحْ
وللأغاني حشرجاتٌ كمَن
أمسى من الحُمى بجفنٍ قريحْ
يامهرجانَ الريح روحي التي
كانت ترى الدنيا بعيني (سطيحْ)
أعيَت من التأويلِ أنفاسها
وللرؤى السمراء وجهٌ فصيحْ
أنا ابنُ حزني يا عيونَ الدُّجى
أكلُّ خوف النجم أن لا يطيحْ؟!
وحين نحوي سرتُ كان الصدى
يعوي وكان الليلُ يهذي فحيحْ
(سيزيف) مجبولٌ على ظهرهِ يشقى
وفي (سيزيف) يشقى اللفيحْ
أزيحُ صخراً عن بني جلدتي
وهم على ظهري رصاصٌ تسيحْ
يا حزنُ كُن كوخي وكن خيمتي
ويا ردى زرني بوجهٍ مليحْ
ما أظلمَ الإنسان لمَّا على
أخيهِ يستقوي بشرٍ قبيحْ!!
يا بابَ قلبي أينَ مَن غادروا
وخلَّفوا بعضي لبعضي يصيحْ؟!
وللمعاني في كتابِ الهوى
لواعجُ( العذرا) وحزنُ (المسيحْ)
بكيتُ حتى بلَّ دمعي الحصى
وللحصى في البالِ
نايٌ جريحْ
وكُلّما حدَّقتُ نحو المدى
زادت مساءاتي صريراً وريحْ
وقد تضيقُ الأرضُ ذرعاً بِمن
أمسى عليها هامداً كالضريحْ
وقد يضيقُ الشعرُ فيمن وعى
بقلبهِ سرَّ الوجودِ الفسيحْ