هَذي مَواويلي وَذي فِكَري
ياأنتِ ياشَمسي ويَاقَمَري
الأرضُ وهي فَسيحةٌ سِجنٌ
مُذ غبتِ عن سَمعي وعن بَصري
أنا يا ضياءَ العينِ ما أنطفأت
بي يقظةُ الإحساسِ مِن صِغري
أتشيخُ أحلامي وأنتِ لها
ألقُ النهارِ وبهجةُ السَّحرِ؟!
تتشجرُ الكلماتُ في شفتي
إن صغتُ عنكِ الشعرَ كالدُررِ
عفواً كسرتِ الناي آنستي
من رأسهِ لعمودهِ الفِقَري
وقطعتِ أوتارَ الكمان أيا
من هدّكِ السرطانُ والجُدري
لاتسألي عن حالِ مَن غرِقت
أجفانُه في لُجةِ السهرِ!!
والليلُ وحشٌ فاغرٌ فمَهُ
والدربُ لا يخلو من الحُفرِ
ما آبت الأيامُ مِن سفرٍ
إلاَّ وعادت بي إلى سفرِ
أنَّى لعيني أن تراكِ غداً
والدمعُ فيها عنكِ كالمطرِ؟!
كُنتِ “السعيدة” كيف صرتِ على
بابِ الغدِ الموصودِ تنتظري؟!
والحربُ تأكلنا وتشربُنا
لكأننا لسنا مِن البشرِ
والحزنُ خيمتنا التي اتسعت
لما أزاحتنا يدُ الخطرِ
والفقدُ سيدنا ووالينا
وأميرنا في الريفِ والحضرِ
ياقاربَ الشوقِ القديمِ إلى
عيني بلادي إنهُ قدري
بي غُربةُ الأوطانِ حين نأت
عن أهلِها في عصرنا الغجري
وملامحي كخريطةٍ رُسمت
ببنانِ مشلولٍ على حجرِ
لكنني ما زلتُ مُحتزماً
صبري بلا يأسٍ بلا ضجرِ
يلقى الفتى بالصبرِ غايتَهُ
من بعدِ طول الخوفِ و الحذرِ