لمّا رأيت ُ الشَّهد بين أصابعي
مُتقاطراً كالمزنِ فـوق شفـاكِ
أسبلتُ من شغف اللقاء مدامعي
وودتُ لـو أبقــى أسيــرَ هـــواكِ
جودي عليَّ بشربة ٍ كي أرتوي
إنـي هـنا متعطــشٌ للقـــــاكِ
صبّيْ مِن العسلِ المُصفى قطرةً
تُطفي لهيب تعطُشـي وجفـــاكِ
وضعي يديك على يدي لنرتجي
سُبل الوصـال وتحتمـي بصبـاكِ
غني معي شجنا يفوحُ صبابة
وتمايلــي-طــرباً-يعـــمّ رُبـاكِ
هزي بجذع الشوق أشواقي انثنت
فـي نشــوةٍ والقلـب قـــد حـيـاكِ
في صحبةِ الشجن المُلّبد بالنوى
وجـــعٌ بقلبـــيَ بائســاً نــاداكِ
في غفلة الصمت المشبع بالندى
يمضــي الوئـام مرحبـاً بلقـــاكِ
ينتابني شغفُ الوصال وقبلةٌ
فيها وجـدتُ حـلاوةً بشفـاكِ
طعمُ الشفاه معتقٌ من سكرهِ
فاحت عطور أريجه وشذاكِ
الله ما أحلى هواك مداعباً
قلبي بشعرٍ صاح ما أحلاكِ
من قرطك الفتان يهتز الهوى
في رقصةٍ قـد لحنت مغنـاك
صوت تموسقهُ الشفاه يحيلني
شدواً يغني فـي صـدى دنياكِ
عبقُ الطفولة في حضورك كلما
حاورتـــه شـجـنــاً تطل رؤاكِ
كم ذا الوذ بغفلتي وأخالني
صبا طوال العمر لن ينساك
عَيّناكِ ما أحلاهُما ياحلوتي
وجع يخبئني بملء مـداكِ
بهما وجدت ضلالةً في حزنها
تحيا على جمر مـن الأشـواك
تأتي واشتاق الجنون وأرتجي
وصلا يطل على دمي بـرؤاك