وأنــا عـلـى حُـمّـى الـمتاهة أهـتفُ
لـم يـسمعوني حين قلت لهم قفوا
مـــن خـلـفـوني لـلـحنين بـبـعدهم
وعــدوا فــؤادي مـرتـين وأخـلفوا
يــا قـلـب مـا أضـناك غـير غـيابهم
فـهم الـذين بـهجرهم كـم أسـرفوا
وهــم الـذيـن إذا طـلبت مـداويا
تـركوك فـي نـصف الـمسافة تنزفُ
أفنيت تسعا من سنينك في الهوى
مـــن أجـلـهم لـكـنهم لــم يـأسـفوا
وأنــا وأنــت ورغــم كــل جـروحنا
فـيـنا مـن الأشـواق مـا لا يـوصف
أدري بــأنــيَ قــــد نـهـيـتـك إنــمـا
مـالـي بـنـهيك مــن سـبيل يـعرفُ
لــم أسـتـطع نـسـيانهم فـأنـا بـهـم
مـن فـرط مابي من هواهم مدنفُ
لا تـحـسـبـوني لا أغــــار عـلـيـهمو
فـأنـا بـهـم مــن غـيـرتي مـتـطرفُ
يـا مـن سـمعتم عـن ملف قضيتي
وكـلــتكم أمـــري لـــذا فـاسـتأنفوا
إن كـان حـظي أن يغيبوا فاحملوا
قـلبي إلـيهم فـي الـهوى وتصرفوا
ولـتـصنعوا لــي بـعـد ذلـك خـدمة
وأنـــا بــهـا لـكـمو مـديـنٌ مـنـصفُ
هـــل لــي بـريـح الـغـائبين لأنـنـي
يـعـقوبهم مـذ غـاب عـني يـوسفُ