تكاثفتْ سحبُ التكوينِ في أفقي
ولاحَ منها احمرارُ الضَّوءِ في الشفقِ
وانثالَ لحنٌ وُجوديٌّ على وتري
تناغمتْ فِيهِ همساتُ الندى الأرِقِ
تلملمتْ في ثنايا الرّوحِ عُزلتُها
وغابَ عنها غمامُ الصَّدِّ والفرَقِ
فأمطرت من شذى الريحانِ أجملَهُ
وازَّيَنَتْ ببهاءِ الأنسِ والألَقِ
وأشرقتْ في سماءِ الكونِ تحملُها
نسائمُ العطرِ في مكنونِها العَبِقِ
وراق فيها تجلِّي الحرفِ مؤتلقًا
يبثُّ معناهُ مجلُوًّا على الورقِ
فيزهرُ الشوقُ للأحبابِ تجمعهمْ
أغرودةُ الوجدِ في المنثورِ والحبَقِ
ويبسمُ الوردُ في آفاقِهِ ألِقًا
تلألأتْ فِيهِ نجماتٌ على الطُّرُقِ
ولاحَ ملءَ سمائي بدرُها وبدا
بالنّورِ تحميهِ نبضاتي من الغرَقِ
في ظلمةِ الليلِ كم لاحتْ منائرهُ
تُضيءُ دربًا طواهُ العتمُ في الغسقِ
تناثري يا ضياءَ الكونِ في رئتي
تنفَّسيني شروقًا لاحَ في الأفقِ