وجْـبَـــةُ الـهَــوَى/بقلم:جهاد الكريمي

ـ ـ ـ ـ ـ
تقوْلُ وإقْبـــالُ اللَّمى خيـــــرُ ناطقِ
دنَوْتُ.. ألا أرسَلْتَ حَبْـــــلَ العلائِقِ؟!
وَفدْتُ.. ألا أطْعَمتَني وَجْبــةَ الهوى
وآويْتَ تَحْنانِيْ وإجْفـالَ خافِقِي()؟!
فقلتُ لها والزَهــرُ ذاوٍ على فميْ:
رويدكِ إنّ الحُــــبَّ رهْنُ المَشــانقِ!
أُحبُّ لِمَ!؟ والحبُّ يغتــــالُهُ النَّوى
ويكْوِيْ فؤادَ الوَصْـل فيْحُ التَّفَارُقِ؟!
يموتُ الهوى في مَبْدَأِ العُمْرِ غِيْلَةً
إذا لم يكُنْ قد مات بين العــلائقِ
وقد بعثروا قلبي على كل ربْـــوةٍ
ويطوونَ أحلامــيْ كطيِّ الوَثـائقِ
بمقْبَـــرةٍ تُدْعى بلادًا «سَعِيْــــــــدةً»
وقدْ تُخْطِئ الأوْصافُ كُنْـهَ المَناطقِ!
*
تَثَنَّتْ رُوَيْدًا: أيّ كُنْـــهٍ حَمَلْتَـــهُ؟
فقلتُ: سَنًا مُسْتَبْشِرًا في الغواســــقِ
غَدَاْ يا سِنِيْنَ الضَّوْءِ لوْنًا من الدُّجَى
وطَيْفًا من الأوْجاعِ بين الخَوافــقِ
فَمِيْ نَوْحُ عصفورٍ مَهِيْضٍ جناحُهُ()
تُغِيْرُ على مَعْناهُ أَعْدَى اللَّقــالِقِ
خُلِقْتُ «جهادًا» أَدْفعُ الوَيلَ والعَنا
وإسْــمُ الفتى يُنْبِيْ بِحَظٍّ مُطــــابِقِ
شبابي تَسَجَّى عُمْرَ كَهْلٍ.. فُصُوْلُهُ:
نفورُ الأماني واحْتِفالُ العـــــــوائقِ
أرقْتُ سِنِيْنِيْ في مُنىً مستحيلةٍ
تجُرُّ صِبا السَّلْوى لِشَيْبِ المَفـــارِقِ
وعِشْتُ غريبًا يُطْفِئُ الخوفُ بَسْمَتِيْ
وتخْطفُ بِشْرِيْ واجِمَاتُ الطَّــــوارِقِ()
*
فحُمَّتْ أنِيْــنًا واسْتَشاطَتْ حَسِيْرَةً
ووَلَّتْ وآهــــــاتُ الحَشا خيرُ ناطقِ
ولم يبْقَ من رِيْعِ اللِّقَــا أيُّ شاهدٍ
سوى دمعــةٍ حَـرَّى بأحْـــــداقِ نافِقِ
وحُلْمِ ابْتِهاجٍ، واحْتضاراتِ بَسْمــةٍ
وسَوْسَنَةٍ حُبْــــلى بِميلادِ عاشقِ
وشُحْروْرةٍ تشْدُوْ بِإليـاذَةِ() الهوى
تُخَلِّـدُ ذِكْــــــرَانا بِفِلْـمٍ وثـــائقي
….2017م
() الإجفال: النفور والتشرُّد، والمراد آوِ بحنانك مهجتي المضطربة الشريدة.
() مهيض جناحه: مكسور الجناح.
() واجمات الطواق: الطوالع والظروف العابسة.
() إلياذة: نوع من الملاحم والروايات اليونانية