الأمنياتُ التي ضاقتْ بمَنْ كفرا
كالأمنياتِ التي تَغتالُ مَن صبرا
خُذني بعيداً .. فهذا صاعقي وَلِعٌ
بالإنفجار ..وما تخشى إذا انفجرا ؟!
لن تُغريَ القاتلَ المأجورَ في كَبِدي
لم يَحتَرفْ قَتلَ كُلّي بعدما اشتَهرا
يَكَفي مِنَ المَوتِ أضلاعي أُرَقِّمُها
كلٌّ ضَريحٌ ونبضي في الأسى حَفرا
يَكفي مِنَ التيهِ أنّي والسماءَ على
رَعيي الغمامَ خَذلتُ الذئبَ والبشرا
لا قَطرةٌ مِن سَحابِ الحَرفِ تُنبِتُني
فَوقَ الشِفاهِ التي كم أغرتْ المَطرا
جَدبي عَجيبٌ ..غَرِقتُ الآنَ .. أُنقِذُني
مِنّي وما زلتُ في صَحرائهم حَجرا !
وأصنَعُ الفُلكَ ..يَنجو مِن تَماوجنا
ولم يزلْ يَبتغي الجوديَ .. ما عَثرا
كأنّني .. لو ذُكِرتُ اليومَ تَعرِفُني
مِلءَ التَواريخِ حتى ملَّ مَن ذَكرا
فليتَني أستحيلُ اليومَ قافيةً
وهمسةُ الشِعرِ تُغري السَمعَ والبَصرا
وليتَني مُذ كُتبتُ الآنَ يَقرؤني
خَفقُ الملايين .. حضني خَلفهم نَظرا
الأمنياتُ التي أرجو بَدتْ تَرفاً
لا تُشبِهُ العَزفَ لكن تَقطعُ الوترا
والمُترفونَ على تَبذيرهم رَقدوا
وحدي أُركِّبُ في ليلاتهم قَمرا
