وطن الغيم ماؤه/ بقلم:رمزي الواحدي

تـركـت ورائــي نـاحـل الـغيم شـاهدا
بـأنـي أمــام الـرعـد حـاولـت جـاهدا

وأنـي ارتديت الضوء والظل والمدى
ودونــك يــا زيـتـون مــا زلـت بـاردا

وسـارت خـلالي الريح كالذئب جائعا
وســـرت خــلالـي لـلـغـريب طـرائـدا

….

حـكـايـات أنـقاض تــصنـف كـلـمـا
يـفيض عـلى كـيس مـن الـلحم زائدا

خـــرابٌ أســيـر بــيـن قـمـقم صـبـره
سـتـخرجه الـكـف الـصـحيحة مـاردا

يـلـمـلم وعـــدا مـــن دخــانٍ بـجـمرة
تـفانت لـكي تـبقيه في الأفق صاعدا

ويـرمي عـصا الـسنوار فـي كل كبوة
ويـهذي الـذي يـفتيه بـالدرب قـاعدا

: تـرجـل عـن الـحمى وأنـفاقها ضـريـ
ـحك الرحب أرجى فالتزم أن تساعدا

صراخك يؤذي نشوة الرقص والهوى
كـفـى بــك داء أن تـمـوت مـناشدا *

وطـــال اصـفـرار الـبـرد مــد نـدوبـه
فـأصبحت فـي الـمرآة والشك واحدا

وتــــاه صــبــاحٌ وانـتـظـارك شـمـعـةٌ
تـقـول أظــن الـلـيل قـد صـار خـالدا

بـمن تـحتمي يـا غصن قد متّ واقفا
ومـا زلت من أجل العصافير صامدا؟

تــضــم لــيـالـي الـنـازحـين كـخـيـمة
وتــزرع فــي خـضـر الـزغـايد عـائـدا

وتـحـمل هــذي الـحرب مـثل جـنازةٍ
عـلى قبرها قد أمست الأرض شاهدا

…..

تــراود نـصف الـجرح فـيك رصـاصةٌ
بـنـهـدين مـلـغـومين حـتـى تـحـايدا

:تـمـتع وعــش أعـلـى الـلـحن فـارهـا
وإلا سـتـهـمي مـــا حـيـيـت مـجـالدا

..

وصـلـنا إلــى قـعـر الـسـراب وفـوقـه
: بـوسـع الأمـانـي أن تـكـون مـكـائدا

تـجـاوز هــذا الـحـزن عـمر انـخداعه
وقــبّــل أشــــواك الــذخـائـر راشــــدا

سـنـرجع أشـبـاحا -ولــو بـعـد مـوتنا-
ونـجـري بـعـينيك الــذي بـات راكـدا

نــعــيـد ســحــابـا شــــرّدوه لــمـزنـه
ونــلـبـس أســمــاء الـمـنـايـا قــلائـدا

وقـبل ارتـداء الـشمس تـاج شـروقها
عـلـيـنـا ، نــعـزي بـالـصـدراة فــاقـدا

ونـفـتـح شـبـاكا عـلـى كــوب قـهـوة
ونـقـرأ مــن أجــل الـتـسلي الـجـرائد

….
* المتنبي : كفى بك داء أن ترى الموت شافيا
…..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!