ومضى الزمان ودارت الأفلاك
وتدثرت بين الثرى أحقابُ
ولقد جريت مع الغواية والهوى
جري السحاب وللغرام كتابُ
ولبست هذا الدهر من أطواقهِ
ونزعتهُ فإذا القميص ضبابُ
لله أيامٌ لنا معلومةٌ
سبقت وليس بحظّهنّ نصابُ
حيث الهوى نهبٌ وسلسال المنى
عذبٌ وآنية السرور سرابُ
فعلى العيون حواجبٌ مجدافةٌ
وعلى الحواجب للهوى إسهابُ
يرتد ضوء البدر من اشراقها
وتُحارُ من إطلالها الألبابُ
سمراء تلتهم الفضاء ويكتوى
منها على متن الفؤاد عذابُ
تالله أهدأ لو تروم بنظرةِِ
فيها الغرام على القصيد يُذابُ
عابت عليَّ بنو الزمان غرامنا
ولهم بذلك وصمةٌ وعتابُ
حسبوا التجوّل في الغرام شماتةٌ
فشماتةُ العُشاقِ ليس يُعابُ