قد كان في الآهاتِ في سَكَراتِنا
مُتناغماً في النّبضِ والأحداقِ
أهديتَهُ مَدَّ البحور وجزرَها
ورأيتُ فيهِ نوّرَسَ الآفاقِ
لا لم يَكُن في القلبِ مَحضَ تميمةٍ
بل كان حقلا من ندىً وعِناقِ
كَلِماتُهُ أبدا تَطوفُ بخاطري
لا لم يعُد في الحبر والأوراقِ
لا لم يعُد في العينِ مايُغري بهِ
همساً وما أفضيتُ من أشواق
يا شعرُ يا خدّاعُ يا نَسغَ المُنى
يا ضارِبا في الظّلِ والاعماقِ
ياجذوة ذرّتْ بكُلِّ رَمادَها
وَتَجَبَّرت في الذُّل والاحراقِ
أفرَغتُ في جُبِّ الغيابِ قصائدي
ما لي بِشعرٍ ليسَ من ترياقي
لا الشّعرُ شعرٌ بعدَهُ إن مابقي
سَكَنَ الفؤادُ بلوعةِ العشّاقِ
قُلتُ آسْقنيها كأسكَم موفورة
مُتَرَفِّقا في قيدِكُم ووِثاقي
جَفّتْ قوافي الشّعر في خَلَجاتنا
وتَنَفَّسَ الموجوعُ في الخَفّاقِ