يا ثلجُ أيامُ الأسى سوداءُ
وديارنا تجتاحها الأرزاءُ
لملمْ بياضَك وارتحلْ فجراحنا
لم تندملْ وقلوبنا جرداءُ
أرواحنا ثكلى تئنُّ كسيرةً
عصفتْ بها البأساءُ والضرَّاءُ
كنا نحبُّكَ حين كانت أرضنا
أُمَّاً وفي أحضانها الأبناءُ
الدفءُ غادرَ والأماني أُزهقتْ
وعلى الصُّدورِ تكدَّستْ أعباءُ
أحلامنا أمستْ ركاماً غابراً
وتناثرتْ وكأنها أشلاءُ
…..
يا ثلجُ… أحزانُ القلوبِ تراكمت
ودروبنا نحو المنى عرجاءُ
عصفتْ بنا الأهوالُ دون هوادةٍ
فبكى علينا الدَّاءُ والأعداءُ
كلُّ المصائبِ أقبلتْ لتهزَّنا
وكأننا للنائباتِ رداءُ
وكأنَّنا بتنا وقوداً للرَّدى
ولفتنةٍ نيرانُها عمياءُ
جوعٌ وآلامٌ ونزفٌ غائرٌ
ومواجعٌ أمواجُها هوجاءُ
والآن زلزالٌ أتانا عابثاً
في مقلتيه شرارةٌ حمراءُ
وكأنما الموتُ اصطفانا كلنا
مع أننا موتى هنا أحياءُ
ألفاً نموتُ بكلِّ يومٍ حسرةً
تغتالُ نورَ عيوننا الكأداءُ
نسري إلى النسيانِ مثلَ نسائمٍ
مرَّتْ ولم تعبأْ بها الأجواءُ
والموتُ راحةُ من تلاشى عطرهُ
وحياةُ من ألِفَ الهوانَ فناءُ