يا سيّدي عُذرًا
أنا لستُ التي تبكي على أطلالِ قلبكَ تَرتمي
وكقطةٍ تَلهو بها لا لم أعدْ
من أنتَ قُلْ لا أذكرُ الماضي الذي شيعتَهُ؟
لا أذكرُ الوعدَ الذي من بعدِ عُمرٍ خُنتهُ ونقضتهُ
لا أذكرُ الشِّعرَ الذي أهديتُهُ لمنافقٍ وبذاتِ يومٍ باعَني
إنّي نسيتكَ مًُنذُ أن أبدعتهُ بمشاعِري؛ فرميتَنْي بتجاهلٍ ورميتَهُ…
ما عدتُ أعرفُ من تكونُ أيا ترى
إنّي كسرتُ زجاًجةً أهديتني
وهجرتُ إسمكَ عن شفاهي حِدتُهُ
وكرهتُ شهدَكَ لو تصفّى حُلوهُ
إني سئمتُ المسكَ لو كانَ الذي استخرجتَهُ
والقصرَ لو كانَ الذي برخامهِ أسكنتني
وتركتُ أمسًا لن يعودَ وما جرى
فإنِ استفاقَ مؤخرًا في الليلِ لاقى حَتفهُ….
ما عدتُ أطمعُ في السكاكِرِ أو تفاصيلِ الدمى
إنّي كبرتُ مؤخّرًا في داخلي بستانُ فكرٍ قد نَما
ما عدتُ أرغبُ بالذي بِمشاعري قصدًا رمى
هو ملككَ المحروسُ ليس بغايتي
هو تاجُكَ المسحورُ ليسَ هُويَّتي
فأنا القصورُ وأهلُها وأنا العطورُ عبيرُها
وتريدني أن أذكرَ الأيّامَ؟
لا يا سيّدي
وبأن نعودَ كَأنَ شيئًا لم يَكنْ؟!
أتحطُّ فوقَ الجرحِ مُلحًا لي أنا؟!
رِفقًا بعقلكَ لا تُجَنْ!
للجرحِ عَودًا لم أحِنْ!
شكرًا على درسٍ بهِ علّمتَني أنَّ الذينَ نحبّهم
إستَدمعوا وتمسكنوا كي يقتلونا فجأةً من دونِ ذنبٍ يَنطوي
حَسِبوا بأنّا دونهم قد نَكتوي
من عالمي إرحلْ بَعيدا لا تَعُدْ
من دونِ صوتٍ عابرٍ
كسحابةٍ ما أمطَرَتْ
لا همَّ لي بمسرةٍ أو في شماتَةِ حاسِدي
هيّا انسحِبْ من لعبةٍ قد خضتَها وخسرتَها
لا وقتَ عندي ضائعٌ
شيّعتُ جثمانَ الرحيلِ بِساعدي…