يراسلني لمّا سئمتُ من النّوى
حبيبي وفي بعض الرسالةِ مايخفي
فإن لم أجد قُرباً عَتَبْتُ على الهوى
وإن قلتُ : إنّي عاذلٌ قال: لا يكفي
عَتَبْتُ ونارَ الشوق يضرمها الجوى
ولو طلبَ اللُّقيا سأبدي تأسّفي
لأنّي عرفتُ الصّدَ والبعد قد طوى
ولكنّ ردّاً قد خلا مِن تَزَلُّفِ
تركتُ سنينَ الهجرِ والقلبُ ماارتوى
ولم أرتشِفْ شَهداً وقلتُ لها ارشفي
صبرتُ على الهِجرانِ والعقل ماغوى
لأنّي نسيتُ الحُبّ في كلِ موقفِ
لحتى ذكرتُ الوصلَ في نهرِ نينوى
فأعطيتُها كأساً وقلتُ لها اغرفي