يَمَنُ السَّلَامِ إِلَى السَّلَامِ يُنَادِي
فِي حِقْبَةٍ مَمْلُوءَةٍ أَحْقَادِ
تَشْكُو الْهَوَانَ مِنَ الْهَوَانِ وَتَشْتَكِي
صَمْتًا أَمَاتَ قَضِيَّةَ الْأَجْدَادِ
وَالشَّرُّ يَزْحَفُ فِي الظَّلَامِ كَأَنَّهُ
سَيْلٌ صَوَاعِقُهُ مِنَ الْحُسَّادِ
يَجْتَثُّ أَمْوَالَ الْبِلَادِ وَأَهْلَهَا
شَوْقًا لِنَيْلِ الْأَرْضِ وَالْأَمْجَادِ
وَبِنَفْسِهِ أَنْ يَسْتَرِيحَ بِعُنْفِهِ
فَإِذَا بِهِ فِي حُفْرَةِ الصَّيَّادِ
مَا كَانَ بِالْعُنْفِ الشَّدِيدِ سَيَنْتَهِي
حَتَّى تَعُودَ مَبَاهِجُ الْأَوْلَادِ
فِي أَرْضِنَا نُهْدِي الْوُرُودَ لِمَنْ لَهُ
حَقٌّ الضِّيَافَةِ فِي رُبُوعِ بِلَادِي
وَنُذِيقُ سَمَّ الْمَوْتِ لِلْغَازِي الَّذِي
يَنْوِي أَذِيَّةَ دِينِنَا الْوَلَّادِ
أَوْ أَنْ يَدُوسَ عَلَى تُرَابِ بِلَادِنَا
بِجُنُونِهِ يَفْنَى بِلا مِيعَادِ
مَنْ يَعْشَقِ الْأَحْقَادَ يَلْقَ حَتْفَهُ
بِمَتَاهَةٍ وَمَغَبَّةِ الْأَوْغَادِ
عِشْ بِالسَّلَامِ مُنَادِيًا أَوْ شَادِيًا
تَلْقَ السُّلامُ بِكُلِّ قَلْبٍ شَادِي