أثناء النزوح/ بقلم: د ميسون حنا(الأردن)

  

١

أثناء نزوحنا قصف استهدفنا، قُتل من قُتل، وجٌرح من جُرح . التفت … صديقي مصاب، حاولت حمله، كان ينزف، أدزكت أني لو حملته وركضت به سأؤذيه، نظر إلي وقال: إذهب مع الركب … نجاة واحد أفضل من هلاكنا معا. الآن أتذكر كلماته، وصخرة تجثم فوق صدري، وتحبس أنفاسي، كيف طاوعته، ومضيت دونه؟ لو حملته لن يحتمل قسوة الطريق، سيتصفى دمه، لكن لو تركته ستكون النتيجة ذاتها، سينزف حتى النهاية … أتخيل دمعة انحدرت على خده عندما غدرته أنا الخاطيء دون إرادتي. كيف أكفر عن ذنبي وأستريح … آآآه …

 

٢

آه … جرحي عميق، أنزف بشدة، كيف طاوعتني يا صديقي وسمعت نصيحتي ومضيت؟ لو أخذتني معك سأموت بين يديك، فيخف مصابي، أما الآن لا رفيق يساندني، ويشهد وفاتي، ويُطبق أجفاني، ويقرأ الفاتحة على روحي … ما أقسى الموت في العراء … وحيدا مع الذئاب والغربان والكلاب الضالة … آآآه …

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!