حين فتح عينيه وجدها بجانبه، أخذته الدهشة.. فى البدء اعتقد أنها ثمرة وقعت من أعلى الشجرة التى ينام تحتها، لكنه حين تأمل تفاصيلها، وقارن بينها وبين ثمار الشجرة المتعددة الأشكال والألوان، لاحظ أنها تتكون من استدارات مختلفة وامتدادات مختلفة وأن عدد الثقوب بها تزيد عن عدد ثقوب أى ثمرة ذاقها قبلا أو شاهدها من قبل.. تحرك بهدوء مبتعدا ووقف يتأملها.. الهدهد الذى يقف أعلى الشجرة التى كانا ينامان تحتها والذى شاهد عملية الخلق كاملة، لاحظ دهشته، فخاطبه بلغة الطير –التى كان هو يفهمها جيدا– أشار إلى صدره ولفت نظره إلى آثر الجرح الحديث الذى ظهر فوق القلب مباشرة.. نقطة دم واحدة.. وغرزة واحدة.. وفراغ كبير فى الصدر حيث الضلع الناقص.. عاد إلى مكانه تحت الشجرة بجانبها وسأل نفسه.. “هل تؤكل؟!!”.. “ماذا يُفعل بها؟!!”.. لم يكن الصانع الذى حاول أن يحل لنفسه وله مشكلة الوحدة والملل الذى يغزو جنته قد حدد وظيفتها بعد.. ولا رسم المستقبل فى كتاب الأيام بعد.. لذلك خُلِقت الحيرة –معها- فأرا صغيرا، أسرع واختبأ تحت أوراق الشجرة الوارفة وظل هناك دائما يظهر كلما التقى بها، أو اختلى بها أو وردت على باله حلم أو شهوة.