تنهيدات سلوي ضد المسغبة/ بقلم: ياسر زمراوي

كانت تنهيداتها اعلانات لعالم مستقبلي قادم ,مثل ما تخرج زفيرا مع انين الصدر , كنا نحس اننا نخرج انفاسنا الحري , في مجلسنا المستمر سنينا لشلة المحبة تلك , جمعنا ذلك المجلس رغم اختلافاتنا ,  وبيننا سلوي تتنهد كل حين واخر ,  مختار كان عنيفا في اسئلته يشاكس اسئلة الوجود بالعدم, اي من النوع ذاك الذي يسائل دوما انه لو لم يكن امرا ما بمثل ماهو هل كان سيترتب الان والواقع مثل ماهو, لذلك كان يشاكسنا , انه لو لم تكن سلوي بمثل جمالها وطلتها الساحرة الجذابة هل كنا سنقبل تنهداتها , عبدالرحمن كان يتضجر من تلك الاسئلة سريعا ما كان يقول له ذ: اسكت يا بلا انت والله تنهيدات سلوي تنسيك الماضي والحاضر .
بمثل وجودها وانسرابها سريعا صديقة للجميع كانت سلوي, تعزق اراضي العشق وتقاتل المسغبة, روحا باذخة معطاءة , سلامها كان حينا من الدهر عندما كان الانسان شئيا منسيا , كلهن كانوا اسطرا في دفاتر الحب في سنين غضة , تحركنا فيها رمشة عين كاحلة , تناغمنا فيها الاصوات , وتغور الي الدواخل ضحكات من نكات وتعليقات كبري , ايمن كان يسمي بالمسطول , هو لم يكن ليتعاطي احدا من انواع المخدرات , لكن لقلبه الصافي كان صافيا الذهن ايضا , عربيدا في مقولاته بينما هو عفيفا في سلوكه , وكانما هو نزار قباني ليس شعرا ولكن حوارات وحكي , يصرفنا عن كدر المواصلات وزهجة رغبات استاذ سعيد المتعجرف الذي كان يحضرنا صباحا منذ اوان السابعة لتكون محاضرته في الفيزياء , انا رغم اني من الشباب كنت احس بظهري يتقص عندما اذكر اني ساصحو الصبح باكرا ولن اجد راحة بعد صلاة الصبح لكي الحق باول مركبة للمواصلات ناشدا  طريق الجامعة البعيد , ما بالك بالفتيات , سلوي كانت تتوجع لهذا الامر , هي كانت تسكن الحاج يوسف ابعد ما يكون عن جامعة السودان في جناحها مايسمي بالغربي بالقرب من كبري الخرطوم القديم وبالقرب اكثر من جامعة النيلين
تضغط علي افكارها  بالضحك حتي انها تنهض من مجلسها مع في اول نكتة ذكية مفعلة للمرح والسرور , وقتها كان الحبور يرفرف بجناحيه في قلوبنا , سلوي وما ادراك ما سلوي محبوبة الجميع , انشودة المغنين , وفهلوة المغامرين بالعاطفة , ذكية كانت لماحة, كانت كما تقول رشا صديقتها تفهمها وهي طائرة , انيسة تحاور الجميع ولا تمل
رشا مثلها في المحبة ولكنها كانت مملوءة هجسا بالمستقبل, تسالني هل يدوم مجلسنا هذا للسنين القادمة في الجامعة , قلت لها سيدوم بالمحبة والظلال الوارفة في القلب , قلت لها انظري حتي حين جانب عبدالسلام الصواب واخذته حيرة في امور العبادة واخذ يسائل عن الكون والاله الصمد , لم يزجره من مجلسنا احد , رغم اننا شباب تزعج اذهاننا مثل تلك المقولات, الا اننا بشد وثائق المحبة اعدنا عبدالسلام لجادة الصواب فاصبح كما كان ذاكرا عابدا , سلوي تهاتف رشا ورشا الاخري الخضراء , لم نكن عنصريين ولكنا كنا سعيدين بان بيننا رشا من نهر النيل ورشا من جبال النوبة , انا الشاعر العاشق كنت اقول لهم مجلسنا هذا جعلني كالنشرة الجوية متجولا بين الجمال السوداني من كل المدن والحلالات والقري
سعيدين كنا وبيننا الجمال وعند كل غم وتراخي في القول, اي عندما تبدر بوادر التاسي وتقفز جمل الحزن والمسغبة , وقتها كانت سلوي وكانما تزجرنا بتنهيداتها تلك , تزفر انينا من الصدر  وتماحك جوعنا الفكري, اذ وقتها ان استاذنا في الفتيحاب حمد النيل كان يقول وليسارية طاعنة فيه ان نوع الطعام الذي ناكله يجعلنا مغبشي الفكر, ذائبي الروح غير هميمين لحوار مرح طويل او جاد يقود لنشاط , اذكر ذلك عندما يتراخي وتر النشدان وعندما تتقافز كلماتنا ضجرات , في تلك اللحظات تتنهد سلوي اولا , ثم تضحك وتقول غيروا الموضوع او ادونا اجازة اسبوع
سلوي انشودة القصائد , مرح الانثي, زنجبيل المعاني وقرفتهن الضاجات , ياقوت النشيد وكهرمان المحبة , فلتدومي في الذاكرة وانت كما كنت ومازلت تتنهدين عند كل اسي وتمنحيننا التوثب والرقي .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!