حدث الذي/ بقلم:. عبد القادر محمد الغريبل( المغرب)

ــــ لقد توقعت ذلك، و تيقنت منه، لما اتصل زوجي وقال: تلك الإشاعة، على جانب كبير من الحقيقة .
ــــ ماذا تعنين؟
ــــ أنها حقيقة
ــــ والليلة، بعودته إن شاء الله، أعرف ذلك وبتفاصيله.
ــــ الله أعلم بهذه المصيبة.

ــــ جيلالي إلى أين ذاهب؟
ـــ السيدة هدى تريد بعض المشتريات، سأذهب وأعود حالا
ــــ قل لها، لدي بعض الأعمال، ربما أتأخر الليلة
ــــ حاضر سيدي

ــــ سيد جيلالي، ماذا اشتريت؟
ــــ لا تفعلوا هذا يا أطفال، يا أطفال إذهبوا لساحة المنزل، قلت: اذهبوا
ــــ سيد جيلالي،تعالَ إلى هنا
ـــــ سآخذ هذا إلى المطبخ
ـــــ زهور، ستأخذها
ــــ ألم تكوني في الضيعة؟
ــــ السيدة هدى طلبت مني أن أساعدها
ــــ جيلالي، تعالَ إلى هنا، اجلس
ـــــ سيدة هدى: سيد المعطي، سيتأخر بعض الوقت.
ـــــ جيلالي، كما تعلم نحن لا شقيق لنا، وأنت تربيت بيننا كأخ لنا.
ــــ إذا أنت تهتم لحالنا، إذا أصابنا مكروه أو خير
ـــــ هذا أكيد، سيدتي
ــــ أنا أتكلم عن والدي، لقد سمعنا أن أمرا طارئا حدث له، ولكونك أقرب إليه من الآخرين، باشتغالك معه كسائق، فمن الممكن أن تخبرني بما يقع هنالك، لنبادر بإنقاذه.
ــــ بمَ أخبرك ؟ وعن أي …؟
ــــ عن أعمال الضيعة؟
ــــ لا تغير الموضوع
ــــ كيف؟
ـــــ أنك تخفي سر رب عملك.
ــــ:قم، إذهب،لحال سبيلك، ياناكر الجميل، تأكل من خيرنا، لا خير …
ــــ نحن على دراية بما يدور في الخفاء
ــــ لكن يا سيدتي…
ــــ جيلالي أنت تكتم سر تلك …
ــــ إذهب، وإياك أن تتخطى عتبة بابي.

ـــــ ماذا فعلت بهذا الرجل؟ ماذا حدث يا….؟
ـــــ لا شيء،ابنتاه عرفتا الأمر، وقد سألته إحداهما عنه، والآن، هو مرتبك وحائر.
ــــ إلى أين؟
ــــ أنا قلق، سأذهب إليه.
ــــ يا الله أتمنى أن ينتهي الأمر بخير.
ـــــ ما الذي وقع لكي تروع هذه الفتاة؟ هي لم ترتكب جرما مخالفا للشرع، السيد المعطي له حق الرد عن سؤالهما.
ــــ سأذهب حالا لأخبره.

ـــــ السلام عليكم، كيف حالك يا عزيزتي؟
ـــــ شكرا لك، أنا بخير يا أبي
ـــــ أين هو السيد عباس؟
ــــ إنه بمنزل والدته
ــــــ والاولاد ليسوا هنا، أين هم؟
ـــــ إنهم عند جارتي
ـــــ والسيد كمال لن يأتي؟
ـــــ يأتي لماذا؟
ــــ نحن نريد مناقشة الأمر بيننا.
ـــــ ماذا تعنين؟
ــــــ سي المعطي، نحن اجتمعنا هنا، لنقوم بواجبنا العائلي، وما يمليه علينا مفروض القربى وصدق المقصد.
ـــــ بشأن ماذا ؟
ـــــ سمعنا أنك وقعت في مأزق، لذا ارتأينا أن نلم بتفاصيله، لكونه خلف آثارا نفسية في البنتين.
ــــ سيدي المعطي أنت معروف برزانتك و وقارك، مخلصا لعائلتك ووفيا لأهل بيتك، في حياة السيدة رقية،وبعد وفاتها أيضا، لكنك وقعت في ورطة نسجت مع عاملة فلاحية، لذا نطلب منك توضيح الأمر، لنتمكن من إنقاذك قبل أن يستفحل الأمر.
ــــ ما هذا الكلام السخيف؟ ما هذا الهراء؟
ــــ شكرا لك يا سيدة هدى وسيدة زينب ولكل الحاضرين.
قمتما بمحاكمتي أمام العائلة لكي تصغرا والدكما؟ وتحتقرا أباكما ؟إذا كانت لديكما مشكلة، ألم تستطيعا أن تقولا لي قبل أن تصرخا وتخبرا الجميع؟ أأنا مجنون ؟أأنا قاصر؟ لتوكلا لي وكيلا يقرر عني.
ــــ إلى أين؟ لا تذهب، لا تنكر علاقتك بتلك القرادة التي بسببها صرت مثار سخرية الجميع، يا لمصيبتي.

ــــ أبي … أبي…
ــــ ربما ارتفع ضغطه
ــــ إذا إنتكست صحته، فأنا سأتابعها قضائيا
ــــ إنه بخير، مجرد ارتفاع الضغط، سيبيت الليلة بالعيادة، وغدا بعون الله، سيعود لبيته.
ـــــ علينا أن ننهي الأمر قبل أن يقوم من فراشه، أنا أعرف كيف أتعامل مع مثيلاتها، سأذهب إليها
ــــ سأرافقك ياعصام ، يجب أن ننهي الأمر
ـــــ بشرط أن لا تكبري الموضوع.

ــــ عزيزتي: دون مقدمات سأدخل معك في صلب الموضوع،أقول لك بكل جدية وصدق أنت في مقتبل العمر، وأمامك مستقبل واعد، ولكونك ذكية وعاقلة، لذا سأقدم لك عرضا مغريا لتغادري هذا البيت،عن طيب خاطرك، خذي هذا المبلغ الذي لا يرفضه أيا كان في مثل موقفك وظروفك.
ــــ سيدي الكريم، لم أنسق وراء مال ، لأذهب في سبيله، إذا قررت الذهاب، سأذهب توا، لكن إذا أمرني السيد المعطي.
ــــ ما تقولين…؟ ألا تخجلين يا فتاة…؟هذا يكفي، أصبحت الآن سيدة، أيها الحثالة
ــــ هدى عزيزتي، ماذا تقولين؟ ألم نتفق أن تلزمي الصمت.
ـــــ ياعزيزتي، سي المعطي هو بدوره موافق، لكنه لا يود إحراجك فقط، فلا مناص لك من مغادرة البيت طوعا، تجنبا لمشاكل لا قبل لك بها.
ــــ هذا يكفي يا عباس، أبي يموت وأنت تقرأ لها …
ــــ حسنا، هيا خذي المال، ألم يكن سبيلك إليه، وبسببه تنغصين حياتنا وحياة رجل تداعت أركان حياته ؟ هيا خذيه هيا، ماذا تفعلين؟
ــــ أنا يجب أن أقابله هو.
ـــــ هو.

ــــ … بقيت في المنزل لأجلك، إنهم محقون بقولهم لا يمكن لقروية قذرة أن تكون زوجة السيد… بعد السيدة…؟
لقد كنت راضية كزوجة لك في الحلال، لقد قالوا: في البداية قران بسجل عدلي، بعد توثيقه من القاضي، تلدين…للاستحواذ على أملاكه.

ــــ لماذا حدث هذا الأمر؟
ـــــ عزيزتي هدى :لقد حدث الذي لم يكن ليحدث أبدا، لو لم تكن ظروف مواتية لوقوعه، الآن يجب أن تكوني عاقلة، حين يصل والدك قبلي يديه، واطلبي منه أن يسامحك أنت وشقيقتك.
ــــ السلام عليكم، لا يوجد شيء، أنتما إبقوا هنا
ــــ ما الذي حصل؟
ــــ لقد قلتما قد انتهى الموضوع.
ــــ ماذا عساني أقول؟ لقد أخطأت كثيرا.
لقد ربيتكما بكل تفان وتضحية، وعاملتكما بكل عطف وحنو، كنتما في سويداء قلبي، الآن لا أطلب منكما شيئا، أنتما فضحتماني من أجل سمعة العائلة، وخوفا من الفضيحة، سأترك ما بقي من سمعتي، كرامتي، ماء وجهي هنا.
ـــــ اليوم المعطي حماني مات، وهذا الماثل أمامكما، الذي لم يبق من عمره الكثير، سيقضيه مع فتاة ريفية إلى أن يموت.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!