حسين الغامدي. انتباه. قصة قصيرة

لآفاق حرة

 

انتباه ⚪️

(قصة قصيرة)

بقلم. حسين بن صبح الغامدي. السعودية

عادَ وجلس على مكتبه والأوراق بيده، تلك التي كنتُ قد قدمتها له كمبادرة،
ناولني إياها..وذكرَ أن المدير العام أبلغه أن أدفع مبلغا وقدره.!
سألته مستغربًا: من الذي يدفع؟ ولماذا؟ وكيف؟
انتظرتُ قليلًا، وعندما لم يجب.!
قلت: هذه خدمة لكم.. يفترضُ أنتم من يدفع.!!
وبعد صمت قصير أردفت: ماذا قال لك بالضبط؟
-أرجوك أجبني….
ثم انتظرت، لعله يفرغ من الأوراق التي يتجه بنظره إليها ولكن كان كل تركيزه بها، يقرأها ويعيد قراءتها، كل حواسه موجهة إليها، وقلم الرصاص بيده.!
وفي داخلي كم من الاستفهامات تكاد أن تحرقني..
قلت: دعنا نتناقش قليلًا.!
إلا أنه ظلّ منهمكا في الأوراق أمامه..
– كيف أبين له غضبي؟ (سألت نفسي)
ضربت بكفي على الطاولة.. وقلت: سأغادر
(قلتها بصوت مرتفع محاولًا لفت انتباهه)
-ولكن لم يجب.!!
وقفتُ _محدثا بالكرسي ضجيجًا_ وأثناء ذلك قلت: أرجو أن تبلغه أنكم أنتم من سوف يخسر.!
-وكأنه لم يرني ولا يسمعني..
اتجهت إلى باب الخروج، وقبل أن أنزل من الدرج.. توقفت برهة.. ثم عدت إليه..
جلستُ مقابلا لطاولته..
رسمت على ملامحي ابتسامة،
وانهمكتُ في مراقبة انهماكه.

 

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

تعليق واحد

  1. ابتسام شاكوش

    انه نص رائع.. لا يحق لصاحب الحاجة ان يغضب.. وان غضب لا يحق له التعبير عن غضبه.. العلاقة المؤلمة بين المثقف وصاحب القرار. وأقوى عبارة في النص هي الخاتمة.. رسمت على وجهي ابتسامة.. اراقب انهماكه

اترك رداً على ابتسام شاكوش إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!