خمرةُ الربيعِ تَعتّقَتْ في يديكِ الناعمتين وكرمةُ العنبِ تَجَلّتْ علىٰ صفحتكِ الغَرّاء قرمزاً من جلّنار ، أَيَراعٌ ذاكَ أَمْ خابيةٌ تحملُ سرّ المعاني كخمرِ أنسٍ أصيل !؟ مُرتشفهُ يسكنهُ فيدمنهُ يطفو علىٰ حبابهِ أو يغوصُ في عبابهِ كما الغريق ، شهيةٌ تلكَ السلافةُ تنثّ علىٰ الحقولِ رذاذاً من دجىٰ الليلِ المتواري عن الأنظار ، ها قدْ تَلاشَىٰ رمادُ الرسائلِ المحتبسةِ في بريدِ الذكرياتِ ، كؤوسُ الهوىٰ امتلأتْ بقراحِ ينابيعكِ المتفجرةِ من عيونِ زينةِ فصولكِ الورديةِ حتىٰ ثملتْ من مُدام لحظكِ الوامضِ خلفَ سَحابِ الدلال ، لا علىٰ مُسترقِ النظرِ من ملامٍ وهذهِ المروجُ الخضراءُ قَدْ رسمتْ لوحةَ الفسيفساءِ في عيونٍ تترصدُ الجمالَ تلتقطهُ لتصوغَ ترنيمةَ البهاءِ ، أنا مُذ ارتشفتُ ذاكَ الرحيقَ سلّمتُ واستسلمتُ دخلتُ في غيبوبةٍ ولا أريدُ أن استفيق .