يالعبء هذآ الاسي المستديم. كانت تقرقر مثل الفرح الاخضر. وبدأت الحكايات تتهاوي والنهر كبير والمجداف في وهن ريش العصافير. يقال عنها اشياء تشيب الراس. فضلة العبادلة. كم قاتل وفتاك ايها الشوق. شلال الضياء المتخبيء في ابتسامة ساره…
دونك ياشوق التباريح والبوح للصخر العنيد. سكن الجوع الخرافي الضلوع والخلايا وربطت المجاعة الطريق للطير والشجر والمسافة. المستقبل محفوف بالقواقع والقنوات الآسنة والمياه الراكده. الايام تتوقف كثيرا لتبطن خديها بلمعان غريب. ثلاثون عاما من الفوضي المتماسكة.والجاك يعبث بكل المسلمات. هناك علاقة حميمة بين القمح والعصافير حين تفتح الارض زراعيها للمطر… وحين تتناغي القماري وتنساب موسيقي التكوين. غدا يرقص الجميع فوق الزلازل والجماجم والمنزلقات. . شهدنا العجب العجاب في هذه الدنيا المليئة بالثقوب. هبط الجراد ليغافل الهنابيل والصفائح والرجال والنساء وامتص في شهقة واحدة كل رحيق الوطن الذي انسل جماله من قلب العذاب الصخري الاصم. عينا ساره في جمال الشعر والترانيم الاقانيم. كلما وقفت امامي في رقة الحفيف المسائي الحنون نتقاسم الجنون. وهي تبثني الشجن. في ابتسامتها يتفتح الربيع المستحيل مزهرا . هل يأتي زمن بلوري يشاهد فيه كل انسان ما يدور في داخل الآخر. متي يعود الغائب وتبرأ جراح الشوق الماطر. رائحة درة مربط خيلنا تزورني في الاحلام.وانا في الرياض اتمرغ في الشجن. الفرق بين الرؤيا والكابوس شعرة من الحلم المستحيل. قالت نعم وخصلات شعرها تخترق النسمات المسائية المحملة بروائح الحقول والصندل. غابت ساره ومن يومها والطير يتحاشي حتي الماء في ساعات القيلولة. عند غيابها كان ضوء لمبات النيون يبدو كالحا وخفيفا ومرتعشا. طيفها يرتوي من انفاس الليمون وحنية الامهات. كان حديثها منذ البداية مشوبا بالتوتر غارقا في حمي الفراق والاشياء الناقصة. كان الحديث ينساب من فمها شلالا جريحا وعشبا محاصرا بالندي الرقراق. متي تنقضي ايام المتاهه الشائهه ويستدير البرتقال من جديد. ملأ الحزن العيون وفاض بالحسرة. الجراح القديمة تكويها نار البعد والحرمان. النار في القلب والمرتب يدور في دائرة الامنيات السرابية.غلاءا طاحنا يهد الروح. تمشي ساره فكأن كل الاشياء تمشي. كانت قارة من الجمال والحسن البديع وذاك الالق. حديثها مطر يتدفق… من أهدابها يشع النور. .الحقيقة لاتجيء عارية وإنما وسط زهو العذاب تنبثق المتاهات. ساره محور العيون والكلمات الدافئة والافئدة. الطريق لايفتحه التمني. كانت ساره عندما تضحك تملأ الشوارع حيوية وطفولة. تضحك فينساب زمن جديد. يفوح منها عطر ملموس.. ابتسمت فتدفق اريج البرتقال والذكريات. الطير الذي احترقنا من اجله يحترق من اجل غيرنا. والصداقة عمر ثاني للانسان. لونها في صفار المنطقة و نحافة تنجو للرشاقة والتل الرهيب عند المنحنى. يفرش القمح بساطه للشمس والمطر.الايام القادمة محملة بالمفاجاءات. تذكرتها فارتعشت الظهيرة يومها.. وكان المطر يشيل في الافق الغربي ويحط. اخفت بحركة سريعة تل الزهور والاقمار والحلوي والحكاوي. يا لتفاهة اللعبة القديمة. كانت الصحاري تنادي المطر والأشياء تاتلق واقفة مع الدورة الدموية للعناصر ترتعش بالاماكن. الرياح الخفيفة تسرح شعر الشجر والرغبة ترتعش دفقا في لون الشوق والموانيء. تحمحم خيول الرغبة الجامحة ويرتعش صلب النخيل. تحولت الي بريق خافت بين ضلوع الفراق والشجن. كانت مثل وعد سحابات الجنوب تضمها الرياض والهناءات الضائعة. في البؤرة المظلمة من النفس الحالمة. تتكون الأحلام والكوابيس وبدايات الجنون. في خضم كل هذه الفوضي يمكن ترتيب العناصر الجامحة. شيء واحد متوفر في الخرطوم التواطؤ وسوء النيه. يرفضون التغيير لان مصالحهم تضار اثناء عملية التغيير. يرفضون التغيير لان مصلحتهم في استمرار الظلام. وساره بسمتها أقمار الضواحي واطيار ومدارات جموحة. اين انت يازهو الاعالي الشاق. الغصن الوحيد يرميه النسيم ولكن الأشجار الضخمة تتحدي العاصفة. وساره كطائر فقد في الريح درب الرجعة. الشجر ينمو ضعيفا في البداية ولكن مع الأيام تذهب الجذور بعيدا في الأرض ويبدأ الشجر في مواجهة العاصفة. عباراتها في ليونة الغناء ودفء الحصاد. من لايحب الحياة ينهار امام ضرباتها. كان ل عبد الوهاب… مقدرة رهيبة علي الكذب والافتراء وتشويه الحقيقة. دائما للنهر مجري واحد. الورود والاشواك يثمران في غصن واحد. ليس هناك اوضح من الصدق. ازدهرت حديقتها واخضر العشب. شتاء السودان حار هذه الايام.