سِباق للحمير؟/ بقلم:صالح محمد الحاتلة

أعلنت إحدى القرى بإنها سوف تُقيم مسابقة للحمير! وقد تعجب الكثير من هذه الخطوة التي يقومون بها،وكان عذرهم إنها قريةً فقيرة الكثير من سكانها لا يملكون حتى حِمارا ولا يملكها إلا الأعيان،وكان للحِمار شأناً عظيم، وله مكانته بينهم فأنهم يصبغون شعر رقبته وطرف ذيله وشي من أذنيه وتعرف لمن هذا وذاك والبعض منها يتباركون بنسله ويأكلونه تمراً وشعيرا ويضعون له العرائش كي تقيه من حرارة الشمس وله مقامات متعددة،منه من يكون خالصاً لمولاه ومنها من ينقل الماء والمؤن ومنها لأعمال البناء والخدمات العامة،دار الجدال بين الأعيان وتفاخروا بحميرهم التي يركبونها وإنها سلالة من سلالة وأن حِماري يبلغ مالا يبلغه حِمارك واخذهم الخُيلا والكبِر بينهم وقد بلغ التحدي مبلغه،فأشار عليهم عاقل القرية بإن نجري سِباقٍ للحمير! راقت لهم الفكرة ولكنهم وقعوا في مشكلة الركوب! من سيركب تلك الحمير أثناء السباق لأنهم من الأعيان وهذا يُقلل من شأنهم،قال قائلاً منهم نستأجر من الرعية من يقوم مقامنا في السبق،تم ما أرادوا وجعل له يوماً تشهده القرية والقرى المجاورة،كان مضمار السباق وسط الوادي وقد أُبرئ من الحجارة ووضع له علامات وحدود وكأن الأعيان على يمين المضمار ومعهم بعض الموالي وسكان القرية ومن حضر السباق على يسار المضمار،إصطفت الحمير وتساوت الأرجل والاقدام وكان حبلاً ممتداً يحجزهم،نهق أكبرهم فأجابه آخر وتتابعت الأصوات حتى افرغ كلن مافي جعبته وأعلنت صافرة البداية فرفِع الحبل،فأطرق كل راكباً حِماره بالعصاء وكان الإنطلاق مهولاً والأهازيج من كلِّ مكان فهناك من يُشجع الحِمار وهناك من يُشجع الحمّار،عند نقطة النهاية عُرف من الفائز وأُتي به إلى منصة التتويج فأحتاروا لمن يسلمون الدرع؟إن بأسم مولاه فسوف يُقال فاز فلان وتلصق به صفة الإستحمار وإن ذُكر الحمّار فقد أخذ جهد مولاه؟نشب عِراك بين الحمير أثناء توزيع الجوائز فأعلن عاقل القرية فوز الحِمار.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!