(عاجل)/بقلم:فاطمة حرفوش (سوريا)

محاولاتٌ لم تَجدِ نفعاً بُذِلتْ لإقناعه بالعدول عن قراره . إعتلى حافة سطح منزله.
صور تتلاحق أمام ناظريه . هرجٌ ومرج، صَخبٌ يعلو من الشارع ، بعضٌ ينهره ويتوعده ، وبعضٌ يغريه ، لكن عبثاً.
هواتف خلوية ترسل بثاً للحدث .
إنحنى يفتح كيساً.
هَلَعٌ ورعبٌ يدّبُ بين الجمهور.
تراجعَ للخلف . مَدَّ يده ، فأخرج حفنة إنقلابات عسكرية ، القاها ، فسُمِعَ أزيز رصاص كثيف ، وزئير مدافع . خطوات تجري مسرعة وأخرى تلاحقها .
بعدها ، ألقى خططاً خمسيَّة ، عشريَّة ، فظهرت شخصيات مُترفة تصفق ، وتحتفل . حضورٌ يقهقه ، وجوه غريبة بَدتْ بينهم حركات مريبة.
عاود الكَرَّة، وألقى وعوداً حكومية ، شعارات برّاقة ، إنتخابات ، فقاعات صابون ، بالونات كبيرة ملونة ملأت الجو ، تنفجر، لينفجر الجمهور ضاحكاً …
أخيراً ، أفرغ محتوى كيسه ، فتجلّى ربيعٌ عربي ، ثورات شعبية ، دواعش ، إغتيالات ، حروب طاحنة ، دماء …
إختطفته أشباح مِن خلف. وبدأت صورته تتلاشى …
في اليوم التالي تصدَّرتْ عناوين الصحف خبراً :
(عاجل)
العثور على جثة مجهولة الهوية ، مُلقاة على قارعة الطريق ، تجاوزَ عمرها عقدها السادس .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!