حملتُ حقائب أحلامي على عاتقِ قلبي بعجلٍ، ماضية بها حيث الدروب المفعمة بالحياةِ، لعلي أجدُ لها مكانًا يليقُ بها وبعظمتها، ثقل الحمولة جعلتْ خطواتي بطيئة، تأخرتُ كثيرًا، أسرعتُ الخطى على أمل أن ألحقهم وأجد مقعدًا يأخذني لمدينةِ الأحلام، تعثرتُ وفاتني القطار، جثوتُ على قلبي أبكي في صدمةِ ذهول مما حدث؟ رأيتهم حولي يقهقهون ويسخرون من تأخري، أخرجتُ منديل الأمل ومسحتُ دموعي وأخبرتها: ألَّا بأس سأصل إلى عرشِ الأحلام ذات يوم مهما طال الطريق، واصلتُ المضي مشيًا على أقدامِ قلبي، سقطتُ كثيرًا، أُدْمِيَتْ قدماي شُقَّ قلبي فضمدته بالإرادة، خلايا عقلي كادت تنفجرُ ولكني حقنتها بحسنِ الظن باللهِ فهدأتْ واستكانت، واصلتُ المسير، جَفتْ دموعي، ومُزِقَتْ عباءة صبري كثيرًا، لكني كنتُ أخيطها باستمرارِ حتى لا يدخلُ برد الجزع إلى قلبي فيقتله ويرديني جثة هامدة، ترقبتني سهام كثيرة في مفترقِ الطرق؛ تحاولُ ثنيي عن الوصولِ، ولكن هيهات هيهات لقلبٍ حالم يستمد القوة من الله أن يقف، وصلتُ وكل بقعة من جسدي قد أُدميتْ، نعم وصلتُ وقد امتلأتُ بالجروحِ العميقة، وصلتُ ممزقًا، مرهقًا ومنهكًا، ولكني في النهاية وصلت…!