تِلْكَ الْبَهِيّةُ فِيْ حَصْبَائِها عَبَقٌ
غَطّى الْبَرِيّةَ عِطْرًا سَامِيَ الّنسَمِ
تَمْضِيْ بِسَاكِنِها للْمَجْدِ تِحْمِلُهُ
تَحْكِيْ لَهُ عَجَبًا مَا قِصّةُ الشّـــمَمِ
تَحْكِيْ لَهُ وَطَنًا عمّانُ تصنعُهُ
تَمْضِي بِهِ فَلَكًـا فِيْ غَيْهَـبِ الظُّلَمِ
مِنْ فَجْرِها سَطَعَتْ أنْوَارُ عِزّتِنا
مِنْ سَــيْفِها انْبَثَقَتْ أفْرَاحُ ذا الْحُلُــمِ
يَا شمس يَعْرُبَ يا فجرا لِنْهضَتِنَا
يا دَمْعَ لَيْـلَى عَلَىْ كَـفٍّ لِمُعْتَصِــــمِ
تِلْكَ السّنَابِلُ مَا عَادَتْ تُطَاوِلُها
فِيْ الْمَجْدِ مَجْدًا وَلَا فِيْ الطِّيْبِ والْكَرَمِ
أَهْدَيْتِ مَيْشَعَ أمْجادًا فَصَارَ بِها
بَيــْنَ البَرِيّةِ رَبّا وَاهِــبَ النِّعَـــــــــــمِ
لولاكِ لَمْ يَعْرِفِ التّارِيْخُ مَيْشَعَهُ
كَلّا ولا خُــطّ فِيْ القِرْطَـاسِ بالقَلَــــــــمِ
أنتِ الإلهُ الّذيْ أَهْدَاهُ أُغْنِيَةً
أَلْحَانُـها حُبْلَى بالحُــبِّ والقِيَـــــــــــمِ
غَنّيْتُ لَحْنِيْ على أَعْتابِها غَرِدًا
غَنّيْــتُ مُنْتَشِـــيًا كالطّــــيرِ بالدّيـــــَـــــمِ
عمّان يا سَكَرا في روح داليتي
عمّـانُ يا قَمَــرًا تَـزْهُـو بِـهِ قِمَمـــــــــــي
ما هبّت الرّيحُ إلا كي تُعانِقَها
أوْ تَسْـــطُعُ الشّـمسُ إلآّ من سَنَى حِمَمِـــي
عمّان ما نَكَصَتْ، كَلاّ و ما فَتِئَتْ
إلآّ كَحَاضِنَــةٍ للعُــرْبِ فـي الظُّلَـــــــــــــمِ
أسواقُها الحُبُّ، و التاريخُ قلعَتُهَا
و المجدُ يقطُرُ شهداً في رُبى القِمَمِ
إمّا ارْتَحَلْتُ، فَوَادِيْ السَّيْرِ يَأسُرُني
فالغيـدُ تخطُـرُ (بَيْـنَ القَاعِ والعَلَـمِ)
فيه الخُلودُ، وسِحْرُ الشّرْقِ مُنْسَكِبُ
فِيْهِ الجَمَالُ، جَمَالُ العُـرْبِ والعَجَــمِ
عَمّانُ يا وجعًا لو أشتكي وجعي
عمّــانُ يا حُلُمًـا، و الآهُ فـي حُلُمِـي
لا لَمْ تَكُنْ وَجَعًا فِيْ قَلْبِ عاشِقِهَا
لَكِنّـهَا امْرَأَةٌ صِيْغَــتْ مِنَ الأَلَـــــمِ
الشاعر \ طالب فرّاية/ الأردن
كل الشكر أستاذ محمد …..ا شعارنا تعبق بافا قكم. ..عبقا فرحا
الشاعر المبدع طالب الفراية
الشكر الموصول لكم … وآفاقنا هي آفاقكم … وآفاق حرة تزهو بابداعكم .