استيقظتْ من الغيبوبة، وفرح زوجها، أولادها، أقاربها، وأبوها؛ هم فقط ينتظرون أن تستيقظ أمها..
أمها هي التّي تبرعت لها بإحدى كليتيها، اليُمنى، رغم أن الطبيب قال بأن أمل نجاح العملية ضعيف، لكنها أصرتْ، وقالت لا يهمْ، أموت أنا، المهم أن تعيش هي لأولادها، وأنا كبيرة في السن وهي لا تزال صغيرة، وأطفالها يحتاجونها…
غير أن الفرحة كانت ناقصة أو شاحبة، إذ سرعان ما تحولت إلى حزن ودموع، فالمريضة ما كادت تفيق من غيبوبتها حتى أسلمت الروح، ساعات قليلة بعد أن أبلغوا بنجاح العملية، وصُدم الجميع! …
هم يبكون، ويصرخون لكن كل واحد منهم، بالأخص والدها، يفكرُ كيف يخبر أمها بعد أن تستيقظ من الغيبوبة…
من يقدر أن يقول لها إن ابنتها توفت؟…
الجميع بعلم أنها تتلهف للسؤال عنها، بمجرد أن تستفيق…
ستسأل كيف هي ابنتي ؟…