صحوت عند الثامنة والنصف صباحًا، نظرت من النافذة لعؔلي أرى أطفال يمرحون بأزقة الحارة، أو يوزعون الكعك والهدايا بينهم أو يقتنون ألعابهم المفضلة، غاب كل ذلك لم أرَ إلآ بؤس تحكيه عيونهم، الفرحة مخطوفة منهم ولم تعد، في وجوههم أسئلة لاتجد إجابة، عيد بوضع صامت منذ عقد ونيف، لابهجة، لاحيوية، ولا قادم جميل يهشم هذا الوجع في أرواحهم، أطفال يبحثون عن وطن في المرآيا والأزقة والحدائق، يحاولون اكتشاف أنفسهم كل عيد، يلعبون في حواري ضيقة، يواسون ذواتهم القلقة بمسدسات الماء والبنادق الصينية والألعاب الإلكترونية إن توفرت لهم، يعرفون جيدًا أن خارطتهم ممزقة، تقاسم الكبار أجزائها، حرموهم التعرف عليها…
ياللهول… الجيل القادم بلا هوية يحتضنها وطن، يسكنه رعب مستطير، كعصفور يهرب من صياده كل صباح، جيل بلا جبال شمسان ونقم وصبر، جيل بلا سبأ وحمير وأوام، جيل ممزق بفعل حماقات الكبار، ممزق بين ماضي لعين أجبروا على تذوته، وحاضر لم يعد يسمعوا فيه غير أخبار الموتى والتعازي، ومستقبل أقل ما يوصف بأنه مجهول وغائم ومخيف، أطفالنا بلا عيد، بلا روح، بلا أغاني، ذلك ما قرأت في أزقة حاراتنا لسان حال كل حارات وربوع وطني المخذول من نخبه الرثة الماضوية.