الدليل إني منهكٌ لا أعرف كيف أشبك ذراعي مع بعضهما حين تمرّ بي غيومٌ من تساؤلات عن ماهية وجودي أو عدمه . اليومَ صفعت وجهي بكفٍّ خشنٍ
يابسٍ من القبض على معول الأيام ليحفرَ نفقًا عميقًا جدًّا ويدفن رأسه ويهدأ قليلًا من طنين السؤال الذي ثقبَ جدارَ الجمجمة بمثقبٍ صغيرٍ جدا كعيني امرأةٍ ترملت مبكرًا تنظر إلى كل من تضع (حنى) الزفاف على كفها ،حسدًا إنّ أيامها ستمرّ بأسرع مما تتصورُ وستلبسُ الثوب الذي أنا أرتديه وتصبح عينها كثقبِ ابرةٍ لا يتّسع إلا لخيط النميمةِ والحسد.
الحربُ قادمةٌ
طبولُها تقرع في رأسي والفراغُ يحيطُ بي . أتشبثُ برأسٍ كأنه ناعورٌ يدورُ حولَ الساقية ليطفحَ الماءُ، يدور وأنا أمسكه بين راحتي يدي أدور معه، حينًا أقفز إلى الأعلى إلى أن يرتطم رأسي بالسماء .
هدوءٌ قليلٌ ثم تعصفُ بي رياحُ الظّنون فأدور ،الطبولُ هولٌ من طنينٍ تبشر بالحرب لا محال .
أقف بينهما أعزلَ أجرّ مدفع الى صحراءَ شاسعةٍ وأقف منتصبَ القامة أترقب الهولَ القادم .
الروح تشيط وتهدأ مثل قطٍّ مشاكسٍ أنبش رأسي بمشط الأيام وأتذكر حلاوة الأيام عندما يندلق الماء على باحة الدار لترطبَ ويطيب المساء ، أتذكرها عندما دلقتِ الماءَ وانسكب عنقودُ الفضة من زيقِ الثوب وشاطت روحي من هول المفاجأة
في كلا الحالتين روحي تشيط من الفرح ومن هول طبول الحرب ،ومن الموت على يدي أهوجَ مساقٍ الى حربٍ عنوةً . المهم أن يسدد فوهة المتدفع الى الجنوب الى الأعلى قريبا جدا الى قلبٍ ويسكته .
أرتعش اليوم من خيبةٍ هزّت وجداني وأنا أتخاذل أمامها عندما فتحت لي دنيا فخذيها وقالت أيها المحروم من اللذة هذا يومك فتقدمْ لكني ارتعشْ كثيرًا وقبل أن أدرك الهدفَ طاشت رصاصتي بعيدًا عن مرماي ولم أدرك غايتي ،كامراة ترملت مبكرًا ،لا علي إلا أن أفرك كفوف الندم.
عباس رحيمة