لآفاق حرة
ربما…
لم أكترثْ، وقد امتلأت الأرض بأعقاب السكائر حول قدمي، وأنا أنتظرها جالساً على أحد درجات المدخل الخارجي لبناء المسرح.
في جيبي أحمل بطاقتين مكانهما في الصف الأول من مقاعد الصالة، كما تحبُّ هي أن تجلس دائما، للتمعن بشخصيات المسرحية عن قرب.
سأجلٍس على يسارها لأكون قريباً من قلبها، أو ربما سأجلس على يمينها لتكون قريبةً من قلبي.
هكذا كان تفكيري، ودخان تبغي على شكل سحابةٍ من حولي.
هي ستكون حواسها مشدودةً إلى متابعة المشاهد باهتمام، بينما أنا ستكون عيناي تتفرجان على دهشتها وتفاعلها مع الممثلين.
ستأتي الآن ربما قد تعتذر لتأخرها، أو قد تقول لي أنها لم تتأخر، إنما أنا الذي أتيت في غير الوقت المناسب، سأنتظر.
انتهت علبة التبغ، فركت علبتها الفارغة بأصابعي، ورميتها بين أعقاب السكائر.
انتهى العرض المسرحي، وبدأ الناسُ يخرجون من المسرح، وأنا ما زلت أنتظرها في الخارج.
مزقت البطاقتين، ورحت في حال سبيلي…
فقد تذكرت بأنه لا يوجد أي أحد أنتظره.
….