لطفل روحي/ بقلم: د. رشا السيد احمد

سامحني حينما يتأجج الشوق في قلبك من خلف المسافات ولا استطيع الكلام في حضرة الشوق في قلبي بينما بيننا سبعة أبواب من حديد وضعها القدر
ضيّق يعتلي صدري هذا المساء و يضغط على ابهري فأسكن في جناح الصمت ، لأن الكلمات هذا المساء لم تتسع لما في داخلي فصمت
كانت العبارات ضيقة جدا عن التعبير عما في داخلي
فوجهك الذي خطفته المسافات لم أستطع أبدا نسيانه
كيف أنسى نفسي ؟!!
كأن وجهك مفتاح نبضي أو مصباح روحي الوضاء بينما أنا فراشة ترقص على شفير الفراق والحنين
المشكلة أني لم أدمنك لأنك جزء من روحي فهل يدمن الإنسان روحه التي لا تفارقه ؟! لكنك فلقة روحي
و في الحقيقة أكثر أخذت قلبي معك وتركتني أرقص حافية على رمضاء الشوق والبعاد والجغرافيا
قلت لي ذات يوم لا جغرافيا يمكن لها أن تفصل بين روحينا ، لكنها في الحقيقة أيها البهي فصلت جسدينا ببراعة
كل الوجوه التي ألتقيتها في غيابك كانت تحضرك أمامي شامخا أكثر و متعملقا بقلبي أعلى و بهيا أكثر وأكثر
كيف استطعت أن تسرق قلبي وتجعل روحي رفيقتك التي تغشى عليك من وحشة الطريق
و جعلت من نفسك جيشا ضخما يقاتل الطاغوت لوحده
بينما أنا وقلبي نقاتل الغياب و المسافات والحنين !!
لماذا جعلت من نفسك الطلقة التي تفجر ذاتها بالمستحيل ؟!
بينما القطيع خلفك نائم ملأ عيونه
قلت ذات حين تريدني معك في قلب الصحراء وفرسك ( سُبل ) و جوادي ( الأدهم )
ونختلي مع الله والنجوم وتسابيح الليل والعشق في القلب كتاب كلما قرأنا منه إزددنا عشقا
لماذا ذهبت وحدك تقاتل في جبهات المنافي والليالي البهيمة ؟!
وصار ليلي من بعدك اسود بلا نجوم بعد أن كان كحلي يتناثر فيه رذاذ الذهب من السماء إلى الأرض وترقص فيه النجوم منتشية سعيدة
صار ليلي بلا قصائد عشق وبلا قصص تتنزل علينا من السماء تقصنا عن جدنا العظيم وجدتنا الجميلة ، ومدينتنا القديمة وعن بئر البيت العتيق وحديقة الدار التي تظللنا عبر التاريخ
وبلا كتاب سري نلج داخله طيورا من ضياء تقرأ بعض أوراق من سدرة النور ، وبعض وصايا بيضاء ، تصلنا ونحن نحلق معا ، وبعض رؤى تصلنا من سموات عاليات فوق حد التخيل
قلت لك ذات حين أعشق الرقص تحت ضوء القمر فوق الرمال الذهبية في تلك السماوة التي كانت تداهمنا برؤاها اللازوردية وكتبها السرية ونحن فيها

أم الآن إن حضر طيفك ووجدني أرقص بذات السماوة لوحدي والدموع تبلل وجهي لا تقترب فبداخلي بركان من هذا الغياب ، ما أن تقترب ستعرف كما هو حار وكيف يتعالى بأجيجيه داخلي

أعده أيها القدر من أجل أن أجلسه في أحداقي من جديد
طفل لروحي مدلل يلهو مع تلك الطفلة ذات الضفائر الذهبية كما عهدك القديم معي
تعالَ من أجل أن أسمع هذيانك وأنت ترتل آيات بينات تقرؤها من صفحات خافيات على قلبي المحترق بشوقه تعالَ قبل أن أمضي وحدي إلى تلك السماوة الذهبية التي تضم أسرار الكون ولا أعود
تعال لا أريد أن أمضي قبل أن أذوب فيك نجمة تشعل سنين الغياب على شفاه الشوق بقبلة حياة
تعال لتسمعني من كتاب الحكمة كلمة النور التي وعدتني بها تلك التي تخصني ، فمن أول لحظة حضرتني أحسست إن في قلبك سر يخصني
حملته من سماوة قصية
تعال لأصمت صموت طفلة تطالع وجها لطالما تاقت للقياه منذ الأزل
فما زالت عيناك سهولي و مدائني وقصائدي العميقة و قمة أعانق بها القدر بحب وأعانق آيات الله فيك من جديد و بها وجيف قلبي يمسك بوجه السعادة رعشة لا تبرح الفؤاد
سيدة المعبد .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!