لن أكتب شعرًا اليوم/ بقلم:عبدالمنعم عامر (الجزائر)

لن أكتب شعرًا اليوم سأكتب مشهدا شاهدته قبلَ قليل، أب يلعب على الهاتف مع أصدقائه ومندمج
وفجأة جاء ابنه الصغير وطلب منهُ شيئًا ،نظر اليه وبكلمة واحدة قال له ” لا” هكذا عنيفة وجارحة وبوجه متأزم وغاضب ،تأملت وجه الطفل حين استدار يا الله حجم الخيبة ،وجهه منكسر عينيه مليئة بالدموع وقال له صديقه تعال معي لبابا يعطينا الأثنين وهو يلّف يده حول رقبته كنوع من المواساة ،تبعتهم دون شعور ورأيت رجلاً بشوشًا جدا في يده سيجارة حشيش حاول اخفائها وهاتف سيء مكسور استقبل ابنه بحضن والطفل الٱخر بلمسة على شعره واعطاهما ما طلبا
الكلمة الذابحة حين قال صاحبنا المكسور لصاحبه ليت ابي مثل ابيك…

بابا تغير منذ ماتت أمي وتزوج امرأة اخرى وهو يضحك مع اخي الجديد ويعطيه كل شيء ودون شعور بكيت انا.

كم من أبٍ حي وهو ميت.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!