مقهى الحجازي/ بقلم: عمرمكرم

اطلقوا علينا اسم شلة الانس ..كنا مجموعة من ابناء مدينة الشيخ عثمان الذين يلتقون يوميا بعد صلاة العصر في مقهى الحجازي لتناول الشاي العدني ونتبادل الاحاديث عن اخبار المدينة وماشهدته البارحه ونختم جلستنا باخر النكت ..
ونضحك بصوت عال دون مبالاة بمن هم حولنا وقد تمتد دردشاتنا تلك حتى اذان المغرب .
ذات يوم حضرت متاخرا بعض الشيء الى المقهى تلفت يمينا ويسارا و لم اجد احدا من شلة الانس في المقهى ..فاحاط بي السؤال ماالامر ..؟
كان كل شي طبيعي في المقهى .. الناس تملىىء المكان وعوض كعادته يقدم الشاي للزبائن ويرفع الكاسات الفارغه وانا استرق النظر اليهم والى مدخل المقهى بين الحين والاخر علني اشاهد احد افراد شلة الانس . .
حين اقترب مني عوض قلت له. اين الشله؟
أجابني بصوت منخفض لقد كان بعضهم هنا ثم جاء عدد من العساكر واخذوهم جميعا بالسيارة ومن جاء بعدهم وعرف القصة غادر المقهى.
إرتسمت علامة الاستغراب على وجهي. . لفني الصمت وثبتت نظراتي على وجه عوض.
فقال مسترسلا.. قم روح قبل مايجوك أنت كمان ويشلوك. .. سألته لماذا
اجاب باقتضاب لاادري ..
وقبل ان اقوم من مقعدي وضع سعيد المقوت كرسيه بجانبي وطلب الشاي بصوته الاجش قبل ان يجلس ويوجه سؤاله لي .. ايش حصل ..
رددت كالببغاء .. ايش حصل
قال سعيد .وانا خارج من السوق شفت الشله حقكم لفوهم كلهم فوق سيارة البوليس ..
قمت من مقعدي فامسك سعيد المقوت بيدي وقال ضاحكا .. فين رايح ايش خايف لايجو يشلوك انت كمان ..
ابتسمت في وجهه وغادرت المقهى متعجلا.
قال لي احد الاصدقاء في اليوم التالي ان محققا في الشوكي كان يسأل احد المقبوض عليهم عن المتواجدين في المقهى يوم امس وليس بين المقبوض عليهم اليوم فذكر له عدد من الاسماء وكان اسمك من ظمنهم فكن حذرا.
مرت ايام ثلاث قبل اطلاق سراح المحتجزين من شلة الانس ..ولم يقترب خلالها احدنا من المقهى .. كنا نلتقي بعضنا في حافة الصباغين على حذر لمعرفة تفاصيل ماحدث ويحدث لباقي افراد شلة الانس الموقوفين في مقر بوليس الشيخ عثمان حتى تم اطلاق سراحهم ظهيرة اليوم الرابع ..
علمنا ان سبب الاعتقال بلاغ تقدم به احد الضباط عن فقدان مسدسه في المقهى بعد ان نسيه على الكرسي وقام ليغسل يديه وحين عاد لم يجده ..واتهم في بلاغه رواد المقهى جميعهم فامتلات غرف الحجز جميعها بمن كان في المقهى ..
ثم ماذا ؟ سأل احدنا فاجاب احد المحتجزين ..جاء الضابط صباح اليوم لسحب بلاغه معتذرا من ضابط التحقيق مؤكدا انه قد لقي مسدسه. بعد ان كان قد نسيه في البيت ..
ضحكنا جميعا وارتفعت ضحكاتنا كعادتنا عند الحديث عن ذكريات اصحابنا في الحجز لايام ثلاث .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!